أصبح لبلدية الجزائر الوسطى مسرحها الجديد الذي كان يعرف في القديم بسينما “الشباب” (كازينو سابقا) بعرض لمسرحية “الينبوع” التي تستعرض تاريخ المسرح الجزائري، وهي من إخراج ربيع غشي ومن إنتاج المسرح الجهوي لمستغانم.
وقد استفاد هذا المسرح الذي بني في سنة 1910 بشارع العربي بن مهيدي وتم تحويله إلى قاعة سينما غداة الاستقلال من عملية ترميم قامت بها بلدية الجزائر الوسطى و تم تدشينه سنة 2013.
وتم تحويل قاعة “الشباب” التي تتسع لـ 500 شخص، إلى المسرح البلدي للجزائر العاصمة عقب اتفاقية بين البلدية والمسرح الوطني الجزائري الذي أعلن عن برمجة منتظمة وعن تنظيم دورات تكوينية لفائدة الشباب هواة الفن الرابع.
وقد تم عرض مسرحية “الينبوع” التي تعد بمثابة العرض الافتتاحي لهذا الفضاء الجديد أمام حضور غفير، وهي تستحضر على خشبة المسرح كبار أسماء المسرح الجزائري في كوميديا تبعث على التفكير حول معاينة هذا الفن ووضع الفنان وعشقه غير المشروط للخشبة.
وتعرض القطعة المسرحية “الينبوع” التي كتبها مصطفى كساسي، جماعة من الكوميديين وعازفين خلال تركيب مشهد، وتجابه في نفس الوقت رؤية قائد أوركسترا ورجل مسرح مولع، يؤدي دوره الفنان شوقي بوزيد، ورؤية مخرج مسرحي، ويلعب دوره محمد فريمهدي الذي يبحث عن تمويل وعرفان لدى السلطات.
وتعد أيضا هذه المسرحية عرفانا لعمالقة الفن الرابع على غرار رويشد وعبد القادر علولة وعز الدين مجوبي وكاتب ياسين ومحمد بودية وولد عبد الرحمن كاكي وسيراط بومدين بإدماج قطع من أعمالهم المسرحية في المشهد.
وقد حصل هذا الانتاج على إشادة خاصة من لجنة تحكيم المهرجان الوطني الثاني عشر (12) للمسرح المحترف الذي أقيم بالجزائر العاصمة شهر ديسمبر الماضي.
وفي نهاية الأمسية، كرمت بلدية الجزائر الوسطى مجموعة من الكوميديين المشهورين مثل دوجة عشاعشي وصبيحة شامي وفضيلة عسوس وياسين مصباح و كذلك جيلالي بوجمعة.
ورحب ممثلو المسرح الذين التقتهم وكالة الأنباء الجزائرية بهذه المبادرة التي “من شأنها اضفاء ديناميكية على المسرح العاصمي”، مشيرين في هذا الخصوص إلى أن هذه القاعة “تتناسب بشكل جيد مع الاحتياجات التقنية للمسرح” حتى وإن كانت زاوية نظر المشاهد سيئة من فوق الشرفة المعدة أساسًا للسينما.
وقدم المسرح البلدي للجزائر عرضا ثانيا لمسرحية “المنبع”، الجمعة، والعرض الشرفي الأول للمونولوغ “قل أنك على خطأ!” للكاتب والمخرج السينمائي أحمد رزاق، السبت.