اختارت الفنانة فايزة جفال طهراوي “نسجي” عنوانا لمعرضها برواق “باية محي الدين” بقصر الثقافة مفدي زكريا يضم مجموعة من الأعمال الفنية التجريدية ذات الروح المعاصرة والمطعم بعناصر من الموروث الثقافي الجزائري بأشكاله ورموزه المختلفة.
وتنفرد أعمال طهراوي في كل مرة بإدخالها لتقنيات مختلطة تتميز خصوصا بتدرجات اللون الأزرق الذي يرمز خصوصا إلى البحر الذي تطل عليه مدينة وهران وهي محور أعمالها الفنية، وذلك برؤية حداثية توظف عناصر التراث الثقافي الجزائري كالرموز والأوشام إلى جانب استخدام مادة خيوط الصوف الرفيعة لتطعيم بعض أعمالها.
ويضم المعرض الذي يتواصل الى غاية 17 فيفري الجاري أكثر من 50 عملا من مختلف الأحجام تتجسد فيها رؤية طهراوي للفن ودوره في الحفاظ على التراث والنسيج العمراني لمدينة وهران وهويتها ومن خلالها كل المدن الجزائرية، بكل حمولاتها التاريخية والاجتماعية والثقافية، وذلك باستخدام الألوان الزيتية والمائية.
وتتناول اللوحات المعروضة المستمدة أساليبها الفنية من التجريد ومن النحت أيضا عدة مواضيع، فهي تحلق بالجمهور عاليا لتصور تفاصيل النسيج العمراني لمدينة وهران بمعالمها التاريخية وأحيائها العتيقة على غرار سيدي الهواري والواجهة البحرية وحركية شوارعها التي تحتضن تقاليد وممارسات المجتمع وتعبر عن قيم إنسانية وجمالية متجذرة.
كما يظهر جليا من خلال أعمالها مدى تفننها في استعمال الألوان والخطوط والأشكال الهندسية التي تشد انتباه المشاهد مع سطوة اللون الأزرق الفاتح وكذا الأخضر والأصفر واستخدام بعض التقنيات الحديثة على غرار اعتماد القماش في تلبيس النماذج التراثية.
وأشارت الفنانة إلى أن “محور أعمالها يدور حول إبراز عناصر التراث العمراني الأصيل لمدينة وهران بكل تنويعاته وبرؤية عصرية كونه يكتسي قيمة عالمية ومن الضروري ترقيته والترويج له للحفاظ على هذا النمط التراثي”، لافتة إلى أنها “تمزج بين العديد من الخامات، كما تعتمد في بناء عملها الفني على مزيج من الألوان التي يطغى عليها اللون الأزرق بتدرجاته”.
ب/ص
