نسب المشاركة في المواعيد الانتخابية السابقة شكلت عقدة لديها …. العزوف الانتخابي!! تعويذة تؤرق الأحزاب السياسية

elmaouid

الجزائر- يعود هاجس العزوف عن الانتخاب بالجزائر مع كل موعد انتخابي مهما كانت طبيعته، إذ في كل مرة تخترق هذه الحمى ذهن كل مسؤول سياسي، لأن نسب المشاركة في المواعيد الانتخابية السابقة أثبتت أن العزوف والمقاطعة أصبح في الجزائر ظاهرة غرست جذورها عميقا لدى المواطن إلى درجة الدعوة إلى الانتخاب وتملق المواطنين من طرف رؤساء الأحزاب ومجالستهم في المقاهي والساحات العمومية في كل سانحة

يواجهونهم فيها بخطابات تحفيزية ومغازلتهم لفك تعويذة العزوف عن الانتخاب.

وهذا ما يحتم  على الأحزاب مراجعة السياسات الدعائية الممارسة من قبل، لأن المواطن فقد الثقة في كل الوعود والخطابات التي لا يسمعها إلا إذا اقترب موعد انتخابي معين، وبعدها يلقى به إلى الهامش وتختفي البروتوكولات وتبنى الجدران بينه وبين المسؤولين، ويحتجب هؤلاء عن حوائجه ويضعون حراسا وبوابين بعد ضمان الكراسي مثلما كشف لنا العديد من المواطنين الذي جربوا حل التصويت من قبل.

والسامع لخطابات رؤساء الأحزاب يفهم مباشرة درجة التخوف واليأس التي وصل إليها هؤلاء، لأنهم يعلمون أن مسألة العزوف معقدة، والفجوة اتسعت بينهم وبين المواطن، ما يشكل نفورا واضحا من هذا الأخير من كل ما يتعلق بخطاباتها، خاصة وأن الأحزاب لم تصبح أحزاب برامج بل أحزاب ذات ولاء شخصي، والمشكل الحالي هو من الحزب الذي سيتمكن من إقناع المواطن الجزائري بالاستيقاظ باكرا يوم 4 ماي والوقوف في طابور من أجل الإدلاء بصوته، ومن الحزب الذي سيكون لديه الناخبون الأكثر حماسا وشغفا للتصويت، ومن الحزب الذي سيكون له القدرة على التحميس والإقناع بالانتخاب طوال الحملة الانتخابية، كما أن المعضلة تكمن في عدم وجود حزب يملك خطابا سياسيا قادرا على جذب أكبر عدد من الناخبين وبرنامجا قادرا على إقناع المواطن بأن الانتخاب سيفتح أبوابا لتغيير الأوضاع الراهنة.