نساء رفعن سقف الوقاية ورجال دخلوا المطبخ … الحجر المنزلي يغير نمط حياة الجزائريين

نساء رفعن سقف الوقاية ورجال دخلوا المطبخ … الحجر المنزلي يغير نمط حياة الجزائريين

شرع العديد من الجزائريين في ابتكار طرق للتأقلم مع الوضع الحالي الذي يستوجب إحتياطات احترازية وقائية كأحسن علاج لمجابهة فيروس كورونا والحد من انتشاره، وخاصة ضرورة البقاء في البيت التي لخصها الناشطون في حملة “أقعد في دارك”.

هذه الحملة التي قادها فاعلون اجتماعيون  من هيئات وجمعيات ونجوم الفن وكرة القدم وكذا فايسبوكيون، أنتجت مخرجات اجتماعية كانت كامنة في الفرد ولكن تخلى عنها بسبب تعقد يومياته بين العمل والأسرة والضغوطات النفسية وغيرها.

نساء يرفعن سقف الوقاية والنظافة

“عقيلة” سيدة في الستينيات من عمرها وتعاني من عدة أمراض مزمنة، قالت إنها منذ بداية انتشار الوباء في بلدنا التزمت بتدابير الوقاية لأنها تعد من الفئات المعرضة للإصابة والخطر، وأن أولادها وفروا لها كل المستلزمات الضرورية، ولكن أوضحت أن الأمر ليس سهلا كونها كانت على الأقل تمشي للتسوق أو قضاء حاجياتها يوميا من أجل صحتها أي حرق الدهون واستقرار السكري والضغط الدموي، وهذا الروتين اليومي في البيت خلق عندها نوعا من الضجر الذي تحاول تجاوزه بالقيام بأشغال البيت وتحضير بعض الحلويات والأطباق التي غابت عن مائدتها منذ سنوات وأساسا التقليدية منها، كما أنها تقوم بحركات رياضية لتنشيط الدورة الدموية.

“إبتسام” ترعى والدتها التي تجاوزت 70 سنة ولكن من حسن حظها أنها لا تعاني من أمراض مزمنة كما تؤكد، ورغم هذا وفرت ابتسام كل الحاجيات اليومية لوالدتها منذ بداية الوباء، وحتى إخوتها منعوا على أنفسهم زيارة والدتهم تجنبا لنقل الفيروس كونهم عمال ومنهم عاملة في قطاع الصحة، ويكتفون بالحديث معها عبر كاميرا الهاتف النقال، ولكن بعد تطور الوضع العام في البلد، لم تعد ابتسام تغادر المنزل بعد الاتفاق مع رب العمل على تأدية كل أمور الشغل عن طريق الأنترنت، وهي منذ أيام رفعت تدابير الوقاية داخل المنزل وحتى حين تخرج هي لقضاء حاجيات تعود مباشرة لمستودع المنزل أين تضع كل ما جلبت وتنزع الحذاء واللباس وتدخل لغسل يديها بالصابون السائل، ثم تضع الألبسة في الغسالة، مشيرة إلى أنها لو تخرج 4 مرات تفعل نفس الشيء.

رجال يلزمون المنازل لأجل أسرهم

قال “محمد” إن الأمور في البداية كانت تبدو له عادية، ولكن مع مرور الوقت وتضاعف حملات التوعية استوعب خطورة الوضع على أطفاله وقال إنه سابقا لم يكن يمكث في البيت لأكثر من ساعة نهارا ثم يخرج ولكن صحة أبنائه أغلى من كل شيء، فهو يحاول يوميا أن يمضي معهم أوقاتا ممتعة لتبقى في ذاكرتهم، كما أصبح يطبخ لأبنائه ويقوم بعدة أشغال في المنزل كان دائما يتركها لوقت لاحق وحان أوان إصلاحها.

ولم يختلف عنه “مصطفى”، الذي استفاد من القرار في المؤسسة التي يعمل فيها التي لجأت لخفض عدد العمال، فشغل وقته بتعلم كيفية تحضير بعض الأطباق البسيطة لأبنائه، مشيرا إلى أنه يشعر وكأنه دخل عالما آخرا أخرجه من روتين العمل  اليومي في المؤسسة، واعتبر الحجر الصحي فرصة للراحة النفسية من ضغوطات العمل وكذا للبقاء أطول وقت ممكن مع أولاده.

أما “ربيع” وهو تاجر وغير متزوج، فقد اعتبر الحجر الاجتماعي ضرورة لحماية نفسه وعائلته رغم الخسائر المادية في التجارة “الصحة أهم” وفق ما قال، وبعد توفيره كل الحاجيات للبيت، يقضي محمد أوقاته بين النوم والاستفادة من الراحة أكثر، والصلاة وقراءة القرآن، وأشار إلى أنه لحد الآن يتفادى الخروج من المنزل إلا لشراء بعض اللوازم حتى لا يضطر والده للخروج.

لمياء.ب