وسط حديث عالمي عن بدء حرب باردة بصورة فعلية بين الولايات المتحدة والصين، بعد التحالف الجديد بين واشنطن ولندن وكانبرا، والذي ستقوم بموجبه واشنطن بتزويد أستراليا بتكنولوجيا لبناء غواصات تعمل بالطاقة النووية، لا تبدو خيارات بكين مفتوحة لمواجهة هذا التحالف الجديد في المحيطين الهندي والهادئ، وسط ترقب عالمي لردة الفعل الصينية وحدود سقفها.
وانتقدت بكين الاتفاقية التي وصفتها بـ”الأمنية”، معتبرة أنها “غير مسؤولة” و”ضيقة الأفق”، وسط توترات صينية أسترالية في محيط بحر الصين الجنوبي الذي تتمتع فيه الصين بنفوذ كبير.
ونظرت بكين على لسان المتحدث باسم وزارة خارجيتها تشاو ليجيان، على أن التحالف ضدها يخاطر “بإلحاق أضرار جسيمة بالسلام الإقليمي.. وتكثيف سباق التسلح”، منتقدا ما وصفه بـ”عقلية الحرب الباردة التي عفا عليها الزمن”، محذرا من أن الدول الثلاث “تضر بمصالحها”.ونشرت وسائل إعلام حكومية صينية، السبت مقالات افتتاحية تنتقد الاتفاقية، وقالت صحيفة “غلوبال تايمز” إن أستراليا “حولت نفسها الآن إلى خصم للصين”.
وتشارك الولايات المتحدة تكنولوجيا الغواصات الخاصة بها لأول مرة منذ 50 عاما، بعد أن شاركتها في السابق مع بريطانيا فقط.
ويعني ذلك أن أستراليا ستكون الآن قادرة على بناء غواصات أسرع تعمل بالطاقة النووية، يصعب اكتشافها من خلال الأساطيل البحرية التي تعمل بالطاقة التقليدية، وبإمكانها أن تظل في المياه لأشهر، فضلا عن قدرتها على إطلاق صواريخ لمسافات أطول، على الرغم من أن أستراليا تقول إنها لا تعتزم تجهيزها بأسلحة نووية.
وأُعلن عن الشراكة الجديدة، تحت اسم “أوكوس”، خلال مؤتمر صحفي مشترك عن بعد بين الرئيس الأمريكي، جو بايدن، ورئيس الوزراء البريطاني، بوريس جونسون، ونظيره الأسترالي، سكوت موريسون، الخميس.