نظمت الجمعية الدنماركية للأمم المتحدة ندوة أكاديمية هامة بجامعة آلبورغ الدنماركية، خصصت لبحث تطورات القضية الصحراوية والدور المنتظر من المجتمع الدولي تجاه تصفية الاستعمار في الصحراء الغربية، بمشاركة واسعة من خبراء وأكاديميين وممثلي المجتمع المدني من الدنمارك والدول الاسكندنافية.
وقد شدد نائب ممثلة جبهة البوليساريو في السويد والنرويج وفنلندا، السيد حمدي التوبالي، على أن استمرار الاحتلال المغربي للأراضي الصحراوية يعد انتهاكا واضحا للقانون الدولي وخرقا لقرارات الأمم المتحدة، معتبرا أن الصمت الدولي يسهم في ترسيخ مناخ الإفلات من العقاب وتكريس الانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان التي يعاني منها الصحراويون في الأراضي المحتلة. وأكد التوبالي، أن الشعب الصحراوي يواصل نضاله السلمي والمشروع من أجل نيل حقوقه غير القابلة للتصرف، وعلى رأسها الحق في تقرير المصير، داعيا الأمم المتحدة إلى التحرك الفعلي والجاد لتنفيذ وعدها بإجراء استفتاء حر ونزيه يحدد مستقبل الإقليم. من جانبه، قدم الجنرال كورت موسغارد، القائد السابق لبعثة “المينورسو”، مداخلة تحليلية تناولت مسار تدخل الأمم المتحدة في النزاع منذ إنشاء البعثة سنة 1991، مشيرا إلى أن البعثة لم تحقق بعد الهدف الرئيس من وجودها والمتمثل في تنظيم استفتاء تقرير المصير. وأكد أن استمرار الجمود السياسي يعكس غياب الإرادة الدولية لتطبيق القانون والقرارات الأممية. وشارك في الندوة، البرلماني الدنماركي كريستيان جول، الذي تحدث عن الدور الممكن للدول الاسكندنافية في التأثير داخل مجلس الأمن ودفع الأمم المتحدة لتحمل مسؤولياتها مطالبا بتفعيل الضغوط الدبلوماسية لفرض تنفيذ استحقاقات الشرعية الدولية. كما استعرض فين راسموسين، الرئيس السابق لبعثة الأمم المتحدة للاستفتاء في تيمور الشرقية، التجربة الناجحة لتصفية الاستعمار هناك، معتبرا أنها تمثل نموذجا قابلا للتكرار في الصحراء الغربية في حال توفرت الإرادة السياسية لدى المجتمع الدولي. واختتمت الندوة بمداخلة من ممثل جمعية الشباب الدنماركي من أجل الأمم المتحدة، الذي شدد على أهمية استمرار مثل هذه المبادرات الأكاديمية، لتعزيز الوعي بقضية الصحراء الغربية وحق شعبها في تقرير مصيره، داعيا إلى تكثيف العمل التوعوي والضغط الشعبي لدعم الشعب الصحراوي في نضاله العادل. الندوة شهدت حضور عدد كبير من الأساتذة والطلبة ونشطاء حقوق الإنسان من الدنمارك والسويد والنرويج وفنلندا، وسط توافق واسع على ضرورة إنهاء آخر مظاهر الاستعمار في القارة الإفريقية من خلال احترام إرادة الشعب الصحراوي.
محمد بوسلامة
