نداءات الرحمان لأهل الإيمان.. في وجوب تقوى الله تعالى والتزود للآخرة

نداءات الرحمان لأهل الإيمان.. في وجوب تقوى الله تعالى والتزود للآخرة

قال تعالى “يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَلْتَنْظُرْ نَفْسٌ مَا قَدَّمَتْ لِغَدٍ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ وَلا تَكُونُوا كَالَّذِينَ نَسُوا اللَّهَ فَأَنْسَاهُمْ أَنْفُسَهُمْ أُولَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ لا يَسْتَوِي أَصْحَابُ النَّارِ وَأَصْحَابُ الْجَنَّةِ أَصْحَابُ الْجَنَّةِ هُمُ الْفَائِزُونَ”. اذكر أيها القارئ الكريم والمستمع أن الله تعالى ينادى عباده المؤمنين لإيمانهم؛ إذ بالإيمان هم أحياء يسمعون النداء، ويجيبون المنادى، وها هو ذا تعالى يناديهم بقوله: “يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا” أي يا من أمنتم بالله، ولقائه، والرسول وما جاء به، والكتاب الحكيم، وما فيه “اتَّقُوا اللَّهَ” فأمرهم بتقواه، وهى خوف وخشية ورهبة تحمل صاحبها على أداء الفرائض، وترك المحرمات، كما هي في كتاب الله، وسنة رسوله ﷺ، كما تحمله على المسابقة إلى الخيرات والتنافس في الصالحات. أمرهم بالتقوى، ثم أمر كل نفس على حدة أن تنظر فيما قدمت من الصالحات لتثاب عليها يوم القيامة بحسن الثواب وتجزى بخير الجزاء، كما تنظر فيما قدمت من سوء وعمل غير صالح لأنها تجزى به، والمراد من الغد يوم القيامة إذ هو يوم الحساب والجزاء “مَنْ جَاءَ بِالْحَسَنَةِ فَلَهُ عَشْرُ أَمْثَالِهَا وَمَنْ جَاءَ بِالسَّيِّئَةِ فَلا يُجْزَى إِلَّا مِثْلَهَا وَهُمْ لا يُظْلَمُونَ” . ثم كرر أمره السامي الحكيم بالتقوى فقال: “اتَّقُوا اللَّهَ”. أي خافوه أرهبوه واتقوا عقابه بطاعته وطاعة رسوله ﷺ إذ الطاعة لله والرسول تثمر زكاة نفس المطيع، إذ كل قول وعمل تعبدنا الله تعالى به فعله مستوفيا الشروط ينتج الحسنات التي بها تزكو النفس البشرية وكما أن كل قول أو عمل نهانا الله عنه وأوجب علينا تركه إن نحن عصيناه وفعلناه خبث نفوسنا ولوثها فتصبح في خبثها كأرواح الشياطين وقوله “إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ”، فيه تشجيع على مراقبة الله تعالى والصبر عليها وهى تثمر حسب سنة الله تعالى الإسراع في الطاعة لله ورسوله بفعل الصالحات وتجنب السيئات، وبذلك تطهر النفس وتزكو وتصبح أهلا لرضا الله تعالى ومجاورته في الملكوت الأعلى في الجنة دار المتقين.

العلامة أبو بكر الجزائري