نداءات الرحمان لأهل الإيمان.. في النهي في إتباع خطوات الشيطان

نداءات الرحمان لأهل الإيمان.. في النهي في إتباع خطوات الشيطان

قال تعالى “يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَتَّبِعُوا خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ وَمَنْ يَتَّبِعْ خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ فَإِنَّهُ يَأْمُرُ بِالْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَلَوْلا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ مَا زَكَى مِنْكُمْ مِنْ أَحَدٍ أَبَدًا وَلَكِنَّ اللَّهَ يُزَكِّي مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ”. اعلم أيها القارئ الكريم والمستمع المستفيد أن الله تعالى ما ينادى عباده المؤمنين به وبلقائه المصدقين بوعده ووعيده، الراغبين في فضله وإنعامه، الراجين رحمته وإحسانه، ما يناديهم إلا لما يعدهم لذلك ويقربهم منه، ويحققه لهم فها هو ذا يناديهم “يَا أَيُّهَا الَّذِينَ”، لينهاهم عن إتباع خطوات الشيطان فيقول: “لا تَتَّبِعُوا خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ” فإنه عدو لكم فكيف تمشون وراءه وتتبعونه فيما يزين لكم من قبيح المعاصي، وسيئ الأقوال والأفعال، ويعلل لذلك النهى فيقول، “وَمَنْ يَتَّبِعْ خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ فَإِنَّهُ يَأْمُرُ بِالْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ” أي إن من يتبع خطوات الشيطان لا يلبث أن يصبح شيطانا يأمر بالفحشاء والمنكر، ألا ففاصلوا هذا العدو وقاطعوه، واتركوا المشي والجري وراءه فإنه لا يأمر بخير قط، إذا فحذروا وساوسه وقاموا نزغاته بالاستعاذة بالله السميع العليم فإنه لا ينجيكم منه إلا هو. فمن زين له سوءا أو قبح له حسنا، أو نزغه ليحركه وراء شهوة باطلة فليفزع إلى الله قائلا: “أعوذ بالله السميع العليم من الشيطان الرجيم”، وليواصل ذلك حتى يفر منه ويهرب من ساحته. كان هذا في بيان النهى عن اتباع خطوات الشيطان، وبيان حال المتبع له والعياذ بالله. أما ما تضمنه هذا النداء في امتنان الله على عباده المؤمنين بوقايتهم من الشيطان، وقد قال تعالى فيه بقوله الحق: “وَلَوْلا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ مَا زَكَى مِنْكُمْ مِنْ أَحَدٍ أَبَدًا” أي إنه لولا فضل الله عليكم أيها المؤمنون الصادقون ورحمته بكم وحفظه لكم بدفع الشيطان عنكم، ما كان ليطهر منكم أحد، وذلك لضعف الإنسان واستعداده الفطري للاستجابة لعدوه وعدو أبيه من قبل.

 

العلامة أبو بكر الجزائري