حلت ذكرى يوم الأسير الفلسطيني، الذي يصادف 17 إفريل هذا العام، مختلفة عما سبقها إذ بدأ ، الاثنين أكثر من 1500 أسير فلسطيني إضراباً مفتوحاً عن الطعام، وبذلك يفتح الأسرى صفحة جديدة من تاريخ نضال
الحركة الأسيرة ويعوّل على الإضراب، الذي تشارك به قيادات أسيرة من المحكومين بأحكام عالية تفوق مئات السنين، إلى جانب الأسرى المرضى والقدامى، في إعادة صقل الحركة الأسيرة، ورد الاعتبار لها عبر الإضراب الجماعي من جهة، وإعادة اصطفاف الشارع الفلسطيني خلف قضية جامعة عادلة لا يختلف عليها أي فلسطيني، عبر فعاليات ومواجهات ميدانية تسند الأسرى.
وفي السياق أكد نادي الأسير الفلسطيني ، الاثنين أن “حوالي 1500 معتقل بدأوا في تنفيذ إضراب واسع عن الطعام في سجون الاحتلال الإسرائيلي احتجاجا على سياسة المحتل القمعية “. وفي هذا الصدد أوضحت المتحدثة باسمه أماني سراحنه، أنه “حسب المعلومات فإن حوالي 1500 أسير بدأوا إضرابهم صباح الاثنين، ومن الممكن أن يرتفع هذا العدد”.وأكد نادي الأسير الفلسطيني أن مصلحة سجون الاحتلال الإسرائيلية “بدأت بسحب كل مقتنيات الأسرى المضربين من داخل غرفهم”.ويتزامن بدء الإضراب عن الطعام هذا مع أحياء الفلسطينيين ليوم الأسير الفلسطيني الذي يحتفلون به سنويا منذ عام 1974.ووصف رئيس هيئة شؤون الأسرى الفلسطينية عيسى قراقع،الإضراب “بالتمرد والانتفاضة الحقيقية التي لم تشهدها السجون من قبل للدفاع عن كرامتهم وحقوقهم ومطالبهم العادلة والمشروعة التي أعلنوا عنها”.ويكون الإضراب المفتوح عن الطعام بامتناع المعتقلين عن تناول كافة أصناف المواد الغذائية الموجودة في متناولهم باستثناء الماء وقليل من الملح.ويعتبر الإضراب عن الطعام “الخطوة الأخطر والأقسى” التي يلجأ إليها المعتقلون الفلسطينيون لتحقيق مطالبهم لما يترتب عليها من مخاطر جسدية ونفسية على الأسرى وصلت في بعض الأحيان إلى وفاة عدد منهم.ومن بين المطالب التي رفعها المضربون هي ضرورة تأمين العلاج الطبي بشكل دوري للأسرى ،وإنهاء سياسة الإهمال الطبي، وإطلاق سراح الأسرى المرضى خاصة ذوي الإعاقات والأمراض المستعصية، بالإضافة إلى المطالبة بإدخال الكتب والصحف والملابس والمواد الغذائية و الأغراض الخاصة وإنهاء سياسة العزل الانفرادي و سياسة الاعتقال الإداري و تمكين المتمدرسين مواصلة دراستهم.وكان قد ذكر تقرير إحصائي ، عن هيئة شؤون الأسرى والمحررين في منظمة التحرير الفلسطينية، ونادي الأسير الفلسطيني، والجهاز المركزي للإحصاء الفلسطيني، أن إسرائيل تعتقل حاليا 6500 فلسطيني منهم 57 امرأة و300 طفل و500 قيد الاعتقال الإداري. وأشارت وسائل الإعلام الفلسطينية ان قضية المعتقلين في إسرائيل تعد احد القضايا المركزية في الأراضي الفلسطينية المحتلة منذ خمسين عاما.ويقول مسؤولون فلسطينيون أن أكثر من 850 ألف فلسطيني اعتقلتهم إسرائيل خلال الخمسين عاما الماضية.وفي السنوات الأخيرة، خاض عدد من الأسرى الفلسطينيين إضرابا عن الطعام بشكل فردي، شارف بعضهم خلالها على الموت، وانتهت بإبرام اتفاقيات مع السلطات الإسرائيلية لإطلاق سراحهم. لكن أعيد اعتقال بعضهم بعد ذلك. يشار الى ان الإضراب الجماعي عن الطعام، جاء بدعوة من القيادي في حركة فتح مروان البرغوثي المحكوم بالسجن مدى الحياة.وقال البرغوثي في مقال رأي نشرته صحيفة نيويورك تايمز أن الإضراب يهدف إلى “مقاومة الانتهاكات” التي ترتكبها مصلحة السجون الإسرائيلية ضد الأسرى الفلسطينيين.ويعد البرغوثي النائب في البرلمان عن حركة فتح التي يتزعمها الرئيس محمود عباس، من الأسماء المطروحة لمنصب الرئيس ويحظى بشعبية واسعة لدى الفلسطينيين.وأكد البرغوثي في المقال أن “الأسرى يعانون من التعذيب والمعاملة المهينة غير الإنسانية والإهمال الطبي. وقتل بعضهم خلال احتجازهم”.وندد البرغوثي أيضا بـ”نظام فصل عنصري قضائي يوفر إفلاتا من العقاب للإسرائيليين الذين يرتكبون جرائم ضد الفلسطينيين ويقوم بتجريم المقاومة الفلسطينية”.ويرغب الأسرى الفلسطينيون من خلال الإضراب في تحسين أوضاعهم المعيشية في السجون وإلغاء الاعتقال الإداري.وحسب القانون الإسرائيلي الموروث من الانتداب البريطاني، يمكن أن تعتقل إسرائيل أي شخص ستة أشهر من دون توجيه تهمة إليه بموجب قرار إداري قابل للتجديد لفترة زمنية غير محددة، وهو ما يعتبره معارضو هذا الإجراء انتهاكا صارخا لحقوق الإنسان.من جهتها، طالبت الرئاسة الفلسطينية الحكومة الإسرائيلية الاستجابة لمطالب الأسرى الفلسطينيين.وفي السياق قال المتحدث باسم الرئاسة نبيل ابو ردينة أن “التوصل لأي اتفاق لا يمكن أن يتم دون إطلاق سراح كافة أسرانا من سجون الاحتلال”.وبحسب أبو ردينة فإن إسرائيل “لن تجد من يوافق على حل للقضية الفلسطينية دون تبييض كافة السجون من الأسرى الفلسطينيين”.كما دعا المتحدث باسم الحكومة يوسف المحمود في بيان الفلسطينيين إلى التضامن مع الأسرى.وأضاف المحمود أن “نضال وكفاح الأسرى في معتقلات الاحتلال الإسرائيلي يعد رأس حربة نضالنا الوطني، ورمزا عالميا للدفاع عن القيم والصفات الإنسانية وعلى رأسها الحرية”.