– دراسات ووقائع تؤكد الأزمة التي تتخبط فيها الأسرة الجزائرية
أكد مشاركون في الملتقى الوطني الأول حول “مشكلات الأزواج وحاجاتهم الإرشادية في المجتمع الجزائري الواقع والآمال” المنظم بولاية سيدي بلعباس، على ضرورة تعزيز البرامج الإرشادية الموجهة للأزواج من أجل المساهمة في تقوية العلاقات الزوجية وبناء أسرة سوية.
وشدد المتدخلون في هذا الملتقى من أساتذة جامعيين وأخصائيين في علم النفس والاجتماع، على أهمية تعزيز الجانب الإرشادي الموجه للأزواج والتعرف على سبل التكفل النفسي والاجتماعي للأزواج مع رصد مختلف مشاكلهم والبحث عن حلول لها.
وأبرز عميد كلية العلوم الإنسانية والاجتماعية لجامعة “جيلالي اليابس” بسيدي بلعباس الدكتور محمد مجاود، ضرورة تسليط الضوء على جوانب العلاقة الزوجية في المجتمع الجزائري، وبحث مشكلات الأزواج كما تبرزه دراسات الباحثين في مجال الأسرة واستكشاف مصادر هذه المشاكل وانعكاساتها على الأزواج.
وأكد ذات المتحدث على أهمية التعرف على سبل التكفل النفسي والاجتماعي والبرامج الإرشادية الموجهة للأزواج، ودراسة إمكانيات ومعيقات إرساء الإرشاد الزواجي في المجتمع الجزائري.
وشددت من جهتها الأستاذة صباح عايش من جامعة الشلف على أهمية الاستثمار في الأزواج والإسهام في تقوية العلاقات الزوجية ووقايتها من المشاكل، مشيرة إلى أن الاستثمار في أسرة الغد استثمار في مجتمع الغد.
وتم التطرق خلال هذا اللقاء إلى عدة محاور منها التأصيل النظري لمشكلات الأزواج ومشكلات الأزواج والصحة النفسية والجسدية ومشكلات الأزواج والجانب الاقتصادي والمهني والاجتماعي والتواصلي والشراكة الأسرية ومتطلبات العصر والعلاقة الزوجية بين الفتور والانتعاش والتوافق الزواجي وعلاقته بالتوافق المهني.
وعرف هذا الملتقى المنظم بمبادرة لكلية العلوم الإنسانية والاجتماعية لجامعة “جيلالي اليابس” لسيدي بلعباس بالتعاون مع مخبر الجزائر: تاريخ ومجتمع في الحديث والمعاصر، مشاركة أساتذة جامعيين من مختلف ولايات الوطن.
الطلاق يتجاوز الشباب إلى المسنين
قالت غنية الدالية وزيرة التضامن والأسرة وقضايا المرأة إن حالات الطلاق في تزايد، مشيرة إلى تسجيل أكثر من 65 ألف حالة طلاق، منها 19 % حالة خلع، وذلك في السنة الماضية، بمعنى أن 13 ألف جزائرية لجأن إلى الخلع، معتبرة أن الجزائر تحتل المركز العاشر عربيا والـ 78 دوليا في حالات الطلاق.
وبلغ عدد حالات الطلاق 65637 حالة، وأن نسبة الطلاق بإرادة منفردة بلغ 48.6 % و15 % برضا بين الطرفين، و19.8 % عن طريق الخلع، و16 % حالة تطليق، نافية أن تكون حالات الطلاق المسجلة في صفوف الشباب فقط، بل هي موجودة حتى في أوساط المسنين، تقول الدالية.
وذكرت الوزيرة أن انتشار مواقع التواصل الاجتماعي المختلفة وتطور تكنولوجيا الاتصالات مثل “فيسبوك” و”تويتر” و”واتس آب” و”سناب شات”، أثر على تلاحم الأسرة الجزائرية تأثير كثيرا بفعل انتشار الوسائط الاجتماعية المختلفة.
130 ألف جزائري تزوجوا وتطلقوا في نفس السنة
حسب التقرير السنوي حول ديموغرافيا الجزائر الخاص بسنة 2018، الصادر عن الديوان الوطني للإحصائيات، فإن عدد حالات الزواج عرف تراجعا كبيرا مقدر بنسبة 7.79 من الألف، مقارنة بالسنة التي قبلها، وذكر التقرير أن تواصل تراجع المعدل العام للزيجات من 8.14 من الألف إلى 7.79 من الألف خلال 2017 و2018.
وهذا ما يعزز فرضية أثر التغيرات الهيكلية للتركيبة السكانية على تراجع عدد الزيجات، حيث تظهر تطور عدد الفئة السكانية الذين تتراوح أعمارهم ما بين 20 -34 سنة.
التي ينحصر فيها 80 من المئة من الزواج، تراجعت بشكل جلي، حيث انتقلت من 10 مليون و997 ألف إلى 10 مليون و758 ألف ما بين 2015 و2018.
وأشار التقرير إلى أن ظاهرة تراجع الزواج لدى الشباب يمكنها أن تمتد إلى غاية 2030.
وفي السياق ذاته، كشف التقرير أن حالات الطلاق المسجلة لدى مصالح وزارة العدل قدرت بـ65 ألفا و690 حالة، ما يعادل نسبيا 1.57 من الألف مقارنة بسنة 2017.
وبذلك فالمعدل الخام للطلاق المعرف كحاصل قسمة عدد حالات الطلاق خلال السنة على عدد السكان لنفس السنة بلغ 1.50 من الألف، حيث شهد انخفاضا طفيفا مقارنة بسنة 2017، أين بلغ 1.54 من الألف.
وأشار التقرير إلى ارتفاع حالات الطلاق المسجلة في نفس سنة عقد القران، حيث ارتفعت في سنتي 2017 و2018 بشكل جد ملحوظ، لتنتقل من 19.32 إلى 19.80 بالمائة.
لمياء. ب