نحو خلق سوق وطني خاص بالأسماك بالعاصمة

نحو خلق سوق وطني خاص بالأسماك بالعاصمة

تعكف مديرية الصيد البحري والمنتوجات الصيدية بالعاصمة على احداث نقلة نوعية في إنتاج وتسويق السمك بالعاصمة لضمان توفير الحصة الموصى بتناولها من قبل الجزائريين دون تكبد مصاريف كثيرة، داعية صيادي التونة غير العاملين حاليا بسبب دخول التونة في فصل الراحة البيولوجية ومعهم أصحاب السفن الكبيرة والجياب الممنوعين من الصيد داخل الأمتار الثلاث إلى التنقل لعمق البحار، أي بالمنطقة الثانية لصيد السردين ومساعدة صغار الصيادين على تأمين الكمية المطلوبة، وبالتالي ضمان استقرار أسعار الأسماك الزرقاء سيما بعد عودة فكرة انشاء سوق وطني بشكل قوي لتحتضن تجارة السمك، حيث يرى الكثيرون أن أنسب مكان له هو العاصمة باعتبار أن هذه الأخيرة وعلى مستوى مسمكة الجزائر تستقبل صيادي 14 ولاية ساحلية وتسوق قرابة 50 بالمئة من المنتوج الوطني.

تعمل مديرية الصيد البحري والمواد الصيدية على ضبط سوق السمك بداية بالإنزال البحري حتى تبلغ سوق التجزئة واقتنائها من قبل المستهلكين، والعمل على التحكم في فترتي الندرة والوفرة وكذا الذروة، حيث النشاط الكبير للصيادين الذي يتزامن والوقت الراهن والممتد حتى شهر أكتوبر المقبل، حيث تتركز المساعي على ضبط سعر الأسماك الزرقاء في الفترة التي تفصل بين الندرة والوفرة سيما وأن أعلى الأسعار

والتي تتجاوز الـ 1000 دج تسجل في مثل هذا الوقت من كل سنة، وتحرص المديرية على مضاعفة نشاط الصيد لتلبية الاحتياجات بالتنقل الى المنطقة الثانية الكفيلة بتأمين الكمية المطلوبة لتغطية العجز، وهذا بتشجيع صيادي التونة وكذا أصحاب سفن الجياب القادرين بإمكانياتهم الكبيرة على التوغل في عمق البحار واستغلال فترة الراحة البيولوجية المفروضة عليهم بالنسبة للأسماك التي يصطادونها لمساعدة صغار الصيادين على مضاعفة كمية السردين، ومنهم حتى من يستطيع ممارسة نشاطه داخل المياه الإقليمية بالتنقل حتى موريتانيا والسودان، مبدين استعدادهم الكامل للمساهمة في رفع الانتاج الوطني الذي يمر غالبا على مسمكة الجزائر، في المقابل تم الاتفاق على ضرورة خلق سوق وطني لاستيعاب المنتوج وعدم الاكتفاء بالـ 182 نقطة بيع بالعاصمة لتسويق الأسماك رغم أن 60 بالمئة منها تخضع للمقاييس المعمول بها من طرف غرف تبريد وعتاد صناعة الثلج وغيرها.

وحسب مدير الصيد البحري والمواد الصيدية شريف قادري، فإن كل المؤشرات توحي بأن السوق الوطني سينجز في العاصمة باعتبار أن نصف المنتوج الوطني يمر عبر مسمكة الجزائر وأن كثير من العوامل تشجع أصحاب المهنة على جعل العاصمة وجهتهم سيما مع توسط العاصمة للولايات الساحلية الـ 14، شبكة الطرقات المتنوعة ضف إليها تقليد اللجوء إلى مسمكة الجزائر بحكم الطلب الكبير الذي فرضته الكثافة السكانية مع كثرة الفنادق والمطاعم، فضاءات السياحة وغيرها، كما أن المسمكة التي تبلغها وسائل النقل والمواصلات المختلفة من كل منطقة تتوفر على هياكل تسمح للمسؤولين بإعادة تهيئتها بسهولة، مشيرا إلى أن المسعى يفرض التنسيق مع عدة قطاعات لمنع تعدد الوسطاء وضبط شبكة التوزيع على غرار الوزارة المنتدبة للمؤسسات الصغيرة والمتوسطة، التجارة، الصناعة بالإضافة إلى الجماعات المحلية وغيرها.

إسراء. أ