إن كنا نؤمن بأن كل شيء يحدث لسبب وبسبب؛ لما إذن نتفنن في تلفيق النهايات و تسطيرها بما يناسب مزاجنا؛ فإن كنا متكدرين رسمنا خارطة كبيرة مملوءة بمثلثات برمودا على رأس كل طريق يؤدي إلى المخرج؛ صحيح أن الكدر في أحيان قليلة يجعلنا نغوص في ذواتنا إلا أنه يخوّض كل الرواسب ويجعلنا في مهمة جديدة لترتيب أولوياتنا ورسم طرق جديدة بمنأى عن بعض البشر خاصة ذلك النوع الذي يجب أن يطلق عليه اسم فقاعة فهم ينفجرون في وجوهنا عند أول مطباتنا أو لنقل نكاستنا ولكي لا نظلمهم علّهم اعتادوا على وقفتنا التي كنا نقفها وإن استدعى الأمر على رجل واحدة، فنحن كثيرا ما نشبه ذلك العصفور الذي يرى المصيدة تعد من أجله لكنه يرتمي في ذلك الفخ ؛ من نلوم هل نلوم الصياد لغدره أم العصفور لسذاجته بل لحمقه؛ أما وان استشعرنا بعضامن غبار السعادة المعدية أوبعضا من الراحة سيكون لتأنيب الضمير تنغيص فهل تحق لنا الراحة ونحن لا في بداية الطريق و لا في نهايته ؛ ماذا حققنا لنشعر بالراحة أين هي الانجازات التي قمنا بها لنتنعم بالسعادة وإن كانت مؤقتة؛ الازدواجية طغت علينا لا نحن هكذا ولا هكذا نتقلب بل نتمرغ من هنا إلى هنا إلى هناك؛ نفعل تماما كما يفعل عصفور الدوري فهو يقوم بنخر الجزء الذي أينع في غير صبر لما تبقى من باقى الثمار ؛ حتى فكرة تعاملنا مع بني البشر مبنية على أقنعة هذه الفكرة وإن لاقت الكثير من الصدى إلا أنني أعتقد أن طريقة التعامل يمليها عليك من يقابلك، فهل يعقل التعامل مع كل أنواع البشر بنفس الوجه سنخسر كثيرا فهذه طيبة مختلطة بكثير من الغباء……..
الهدوء الليلي قاتل ؛ ساعة الحائط ملت من قطع استرسالاتي وتذكيري بأن الوقت قد حان للنوم؛ حتى فنجان القهوة خانني ووزع دفءه في الغرفة؛ على خير إن شاء الله نحن اولاد اليوم.!
كوثر بن فطيمة