نحن والتباعد الاجتماعي

  نحن والتباعد الاجتماعي

إن ما نحن فيه من ظروفٍ وأحوالٍ نعلمها جميعاً، ونعيش تفاصيلها على مدار الساعة، وتفرض علينا قضاء أكبر وقتٍ ممكن داخل المنازل، توجِبُ علينا أن نتعايش معها بكل حرصٍ، وأن نُكيف أنفسنا قدر المستطاع لتتواءم مع هذه الأوضاع التي لم تمرُ بنا من قبل، والتي لم نتعود عليها منذ زمنٍ طويل. فقد تغيَّـر نظام حياتنا اليومية، وأصبحنا نعيشُ أوضاعاً اجتماعيةً لم نمرّ بمثلها في سابق الأيام، الأمر الذي يفرض علينا أن نجتهد في استثمار أوقاتنا بالشكل الإيجابي، وأن نستفيد من هذه الفترات الطويلة التي نقضيها في المنازل، وأن نحرص خلالها على اكتساب ما يُمكن من العاداتٍ الإيجابية الجديدةٍ التي تتناسب بإذن الله تعالى مع ما تفرضه علينا التوجيهات، والإرشادات، والتعليمات، في كل شأنٍ من شؤون الحياة.

فكم هو جميلٌ أن نتكيف إيجابياً مع فكرة التباعد الاجتماعي، الذي يعني بكل بساطة تجنُّب التجمعات البشـرية، والتقليل من عملية الاختلاط المباشـر بالآخرين.

وكم هو جميلٌ أن يستثمر المسلم جزءاً من وقته في مراجعة حفظ ما يُمكنه من سور القرآن الكريم، وما تيسّـر من الأحاديث النبوية، وما لا غنـى عنه من الأذكار النبوية الصحيحة الثابتة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم.

وكم هو جميلٌ أن نُقلل من سماع الأخبار السلبية التـي تعُج بها وسائل الإعلام ووسائل التواصل الاجتماعي، وألاّ ننجرف مع ما تحمله وتكتظ به من إشاعاتٍ ومقولاتٍ مكذوبةٍ وغير سليمة المصادر في الغالب.

وكم هو جميلٌ أن نُعيد ترتيب أولويات حياتنا فنُقدِّم الأهم ونعتني به، ونؤخر الأقل أهميةً من الأعمال والسلوكيات والعادات اليومية.

وكم هو جميلٌ أن نُخصص وقتاً ثابتاً ولو قليلاً لمُمارسة بعض أنواع الرياضة النافعة والمُفيدة لأعضاء الجسم.

وكم هو جميلٌ أن يتم تخصيص بعض الوقت لصلة الأرحام، وتفقد أحوال الأقارب، عبر وسائل التواصل الاجتماعي المتاحة.

وكم هو جميلٌ أن يُمارس الإنسان بعض الهوايات والألعاب النافعة والمفيدة التي يمكن ممارستها أثناء وجوده في المنزل، والتي لا شك أنها ستُسهم في استثمار الوقت، والترفيه عن النفس، وكسـر حاجز الجمود والملل.