الموت حق، ولكن لا توجد قوانين في الدنيا تبرّر جريمة إطلاق شائعات الوفاة على كلّ فنان بمجرّد دخوله المستشفى. والظاهرة باتت نذير شؤم عند أغلب أسر النجوم، بعدما تعددت ظاهرة وفاة النجوم إثر تكرار شائعات وفاتهم، مثلما حدث مؤخّراً مع الموسيقار اللبناني الكبير ملحم بركات قبل رحيله!
شائعات وفاة النجوم تبدو منسّقة ومكثفة ومجهولة المصدر دوماً، ويتورط في ترويجها بعض نجوم الفن الباحثين عن “سبق العزاء”، مثلما حدث مع المطربة أمل حجازي، التي استبقت وفاة الفنان اللبناني الكبير ملحم بركات بساعات، فأعلنت الخبر، برغم أنه كان على قيد الحياة، ويبدو أنه شعر بأن النجوم يتعجّلون موته فأسلم الروح.
أمل حجازي لم تكن وحدها، فخلال شهر من المعاناة مع المرض الخبيث، كان الألم الأكبر هو معاناة الموت يومياً على يد الأصدقاء لدرجة أنّ العائلة اضطرّت للخروج عن صمتها، وكتبت ابنته غنوة عبر صفحتها الخاصّة على فيسبوك نداءً إلى الصحافيين والفنانين على وجه الخصوص، تمنّت خلاله على من يستعجل موت والدها أن يموت قبلها، واعتبرت أنّ الجميع أمام امتحان متسائلة: “ألا يخافون الله؟”، واستغربت كيف يستعجلون رحيل الموسيقار بهذه الطريقة البشعة.
الخوف من تكرار “الفأل السيء” دفع الفنان محمد ابن النجم المريض محمود عبد العزيز إلى البكاء أكثر من مرة وهو يتطوع لنفي شائعة وفاة والده، وأصدر بياناً رسمياً قال فيه: “شكراً لكل من نشر عن والدي خبر غير صحيح، وشكرا لكل من لم يتحر الدقة ولم يكلف نفسه أن يتأكد من خبر غير صحيح وشكرا للصحفيين الذين لا ينتمون للمهنة بصلة، شكرا من كل قلبي لأن كل خبر كاذب نزل عن والدي”.
النجمة المصرية رانيا محمود ياسين محسوبة الآن على رجال الإعلام، وتعلم جيداً أن دوامة شائعات الموت التي طالت والدها لن تتوقف إلا بموته؛ ولهذا سارعت لإنهاء الأزمة مبكراً مع أول شائعة طالت الفنان الكبير في شهر أفريل الماضي، وكتبت عبر صفحتها الشخصية بموقع فايسبوك: “معركتي معكم أيها المضللين ومروجي الإشاعات حسبي الله ونعم الوكيل فيكم”.
نجمة مصر الأولى نبيلة عبيد تولّت مهمة الدفاع عن نفسها ببيان مؤثر، بعد شائعات وفاة متكررة طالتها لمجرّد إصابتها بزكام معتاد في مثل هذا التوقيت من كل عام، وكتبت بياناً لا يفهمه إلا أصحاب القلوب، قالت فيه: “أشعر بضيق من الإشاعات التي انتشرت عن وفاتي، وأرى أنه من اللاإنسانية الحديث عن وفاة أحد بينما هو حيّ يرزق، ولا أدري ما هو المكسب الذي يحصل عليه مروجو مثل هذه الإشاعات التي تتسبب في بالغ الضرر النفسي للآخرين وعائلاتهم”.
الفنان عادل إمام كان من أكثر الفنانين تعرضًا لهذه الشائعة، ولكنه لم يكترث أو يهتم بها أبدًا، حتى خرج عن صمته في إحدى المرات، قائلًا: “خائف لما أموت بجد لا أجد أحدا يصدقني”.