نتيجة المرحلة الإنتقالية وما تحمله من تغيرات مفاجئة في المناخ… الأطباء يعتبرون الخريف من أخطر المواسم على الصحة

elmaouid

حساسية الأطفال في هذه الفترة تضعف قدراتهم المناعية

أكد الأطباء المتخصصون في طب الأطفال، أن فصل الخريف أخطر المواسم التي تزيد فيها حدة الحساسية لدى الأطفال، وذلك نتيجة المرحلة الإنتقالية وما تحمله من تغيرات مفاجئة في المناخ تؤدي في أغلب الحالات إلى استثارة نوبات الحساسية الحادة، خاصة بالنسبة للأطفال الذين يعانون من الحساسية المزمنة، كما أرجع الأطباء سبب هذه الحساسية إلى الأنفلونزا الموسمية التي تهدد جهازهم المناعي بالدرجة الأولى.

فصل الخريف أكثر موسم تنتشر فيه أكثر الأمراض التي تطال الجهاز المناعي لجسم الإنسان، ويرجع ذلك للمرحلة الانتقالية من فصل إلى آخر، فالخريف بكثرة تقلباته المناخية التي تتميز بالارتفاع والانخفاض المفاجئ لدرجة الحرارة وقصر نهاره مقارنة بفصل الصيف، يعتبر جوا ملائما لانتشار الأنفلونزا التي يقول الأطباء إنها أهم سبب للإصابة بالحساسية الموسمية.

قد يصاحب الحساسية الموسمية عند الأطفال ضيق بالتنفس وأعراض أخرى تصيب الجهاز التنفسي نتيجة الاستجابة القوية للمؤثرات النفسية والعوامل الفيزيائية، مثل الحرارة والبرودة المفاجئتين في فصل الخريف، كما أن الطفل المصاب بالحساسية يكون معرضا للإصابة بالأنفلونزا الشديدة أكثر من غيره من الأطفال.. والسبب في حدوث مرض الحساسية الموسمية عند الطفل، كما يقول الأطباء:”هو ليس المؤثر فقط، بل الإستعداد الفطري الذي يؤدي إلى زيادة استجابته لتلك المؤثرات، وعدم مقدرته على التعامل معها ومقاومتها كما يحدث في الأحوال العادية بين الأطفال غير المصابين بالحساسية المزمنة”.

وعن أكثر الأخطار التي تسببها الحساسية في هذا الفصل، خاصة بالنسبة للأطفال المصابين بأمراض تنفسية مزمنة، يقول الأطباء: “لا تعتبر الحساسية عموما من الأمراض التي تهدد حياة الأطفال، إلا أنها قد تتسبب في أمراض مزمنة تؤثر على ممارسة المريض لحياته بصورة طبيعية، لأنها من أهم أسباب زيادة نوبات الربو، إضافة إلى إمكانية التهاب الأذن الوسطى والجيوب الأنفية، إضافة إلى الإصابة بحساسية العين، ناهيك عن الشعور بالخمول مع فقدان النشاط والحيوية”.

أما بالنسبة لأهم الأسباب التي تؤدي إلى زيادة إمكانية الإصابة بحساسية الخريف يقول الأطباء :”تعتبر الأنفلونزا الموسمية والسعال الجاف من أهم مسببات حساسية الأطفال في هذا الفصل، وكذا بعض التصرفات الخاطئة التي يرتكبها الأولياء كالتقليل من الملابس أو التغيير المتكرر لنوعية اللباس وعددها، مع تغير درجات الحرارة المتكررة خلال هذا الفصل.. فهذا التذبذب يؤدي لا محالة للإصابة بالأنفلونزا”.

 

ضرورة تجنب الإصابة بالأنفلونزا

ينصح الدكتور صحراوي المتخصص في طب الأطفال أن يحاول الأولياء قدر الإمكان تجنيب أطفالهم الإصابة بالأنفلونزا، خاصة أن اللقاح المضاد لها غير متاح للأطفال غير الرضع. كما يصر على ضرورة مراعاة الأحوال الجوية في إلباس الأطفال خاصة المصابين بالمشاكل التنفسية، لاسيما من يرتادون الحضانات أو المدارس أو أي مكان عمومي يحدث فيه الاختلاط مع الناس، فالعدوى بالأنفلونزا واردة جدا في هذه الأماكن. وفي ذات السياق يوضح الدكتور مدى ضرورة تحلي أولياء الأطفال المرضى بحس المسؤولية في عدم إرسال أبنائهم للدراسة، لتجنب انتقال العدوى للآخرين، هذه الأخيرة التي قد تتسبب للمصابين بالحساسية بمشاكل صحية عويصة.

 

التقيد بتعليمات الطبيب وتجنب المهيجات

يجدر بأولياء الأطفال مرضى الحساسية خلال التقلبات الجوية أو مواسم الحساسية بصفة عامة أن يبقوا أطفالهم تحت المراقبة الطبية المستمرة، وهذا ما يؤكده الأطباء، مشيرين إلى ضرورة تجنيب الصغار مهيجات الصدر من روائح وأطعمة وأتربة ودخان، وكذلك ضرورة تهوية الغرف ومتابعة حالتهم الصحية لدى أطباء مختصين، كما أكد الأطباء على الحرص على أخذ الأدوية الوقائية، ناصحين بتناول الأدوية العلاجية سريعة المفعول عند حدوث الاختناق.

كما يشير الأطباء إلى الفوائد الكثيرة للأطعمة النباتية والفواكه الموسمية في تخفيف شدة الأنفلونزا. ومن أكثر الخضر والفواكه فعالية، ركز على تلك الغنية بالفيتامين (سي) كالفليو والمعدنوس، كما أكد أن الحكمة الإلهية شاءت أن يكون البرتقال فاكهة الخريف الأولى لغناها بالفيتامين (سي) المضاد لفيروس الأنفلونزا.

 

الطب النفسي: للأولياء دور مهم في تجاوز الأزمة

يؤكد المختصون النفسانيون أن الأولياء يتأثرون بشكل كبير نتيجة تكرر نوبات الحساسية عند طفلهم، وفي ذات السياق تقول المختصة النفسانية “منال .م”: “إن إصابة الطفل بأمراض الحساسية في سن مبكرة يتسبب في الكثير من الضيق للوالدين اللذين يتأسفان عند رؤية طفلهم يعاني، خاصة في حال النوبات الحادة”.

كما أكدت أن على الوالدين التحلي بالصبر والالتزام بتعليمات الطبيب، فالطفل الذي يتعرض لنوبات الحساسية الحادة يكون دائم البكاء والقلق، خاصة في الليل، لذا يجب على الوالدين ألا يظهرا تضايقهما عند انزعاج الطفل وإيقاظهم من النوم، لأن الأطفال رغم صغر سنهم يستطيعون تمييز الجو العائلي القلق، مما يؤثر على نفسية الطفل، وبالتالي تزيد الأمور تعقيدا.

ق.م