نبئ عبادي أني أنا الغفور الرحيم

نبئ عبادي أني أنا الغفور الرحيم

 

رحمة الله وسعت كل شيء، وفضله على عباده عظيم جليل؛ قال تعالى: ” وَإِنْ تَعُدُّوا نِعْمَةَ اللَّهِ لَا تُحْصُوهَا إِنَّ اللَّهَ لَغَفُورٌ رَحِيمٌ ” النحل: 18، هذا الإله الغفور الرحيم هو الذي خلقنا ضعفاء خطَّائين، وهو الذي فتح لنا باب التوبة والمغفرة؛ قال تعالى: ” نَبِّئْ عِبَادِي أَنِّي أَنَا الْغَفُورُ الرَّحِيمُ ” الحجر: 49، وقال تعالى: ” قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ ” الزمر: 53، وما هو المطلوب لننال مغفرة أرحم الراحمين؟، قال تعالى: ” يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا تُوبُوا إِلَى اللَّهِ تَوْبَةً نَصُوحًا عَسَى رَبُّكُمْ أَنْ يُكَفِّرَ عَنْكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ وَيُدْخِلَكُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ” التحريم: 8، وقال تعالى: ” وَإِنِّي لَغَفَّارٌ لِمَنْ تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ صَالِحًا ثُمَّ اهْتَدَى ” طه: 82، وقال تعالى: ” فَمَنْ تَابَ مِنْ بَعْدِ ظُلْمِهِ وَأَصْلَحَ فَإِنَّ اللَّهَ يَتُوبُ عَلَيْهِ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ ” المائدة: 39، وقال تعالى: ” وَإِذَا جَاءَكَ الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِآيَاتِنَا فَقُلْ سَلَامٌ عَلَيْكُمْ كَتَبَ رَبُّكُمْ عَلَى نَفْسِهِ الرَّحْمَةَ أَنَّهُ مَنْ عَمِلَ مِنْكُمْ سُوءًا بِجَهَالَةٍ ثُمَّ تَابَ مِنْ بَعْدِهِ وَأَصْلَحَ فَأَنَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ ” الأنعام: 54، وصح عنه صلى الله عليه وسلم أنه قال: “التائب من الذنب كمن لا ذنب له”.

والتوبة من أيسر الأمور على من وفَّقه الله: إقلاع عن الذنب، والندم عليه، والعزيمة على عدم العودة، ورد الحقوق لأهلها؛ وصح عنه صلى الله عليه وسلم أنه قال: “من قال: أستغفر الله الذي لا إله إلا هو الحي القيوم وأتوب إليه، غُفر له وإن كان قد فرَّ من الزحف”، ومن أسهل وأفضل وأجل الأعمال قوله صلى الله عليه وسلم في الحديث الصحيح: “ألا أخبركم بخير أعمالكم، وأزكاها عند مليككم، وأرفعها في درجاتكم، وخيرٌ لكم من إنفاق الذهب والفضة، وخير لكم من أن تلقَوا عدوكم فتضربوا أعناقهم، ويضربوا أعناقكم؟ قالوا: بلى يا رسول الله، قال: ذكر الله عز وجل”. وثبت في الصحيحين أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: “من قال: سبحان الله وبحمده في يوم مائة مرة، حطت خطاياه وإن كانت مثل زَبَدِ البحر”، وجاء في حديث حسنه الإمام الألباني أنه صلى الله عليه وسلم قال: “ما على الأرض رجل يقول: لا إله إلا الله، والله أكبر، وسبحان الله، والحمد لله، ولا حول ولا قوة إلا بالله، إلا كُفِّرت عنه ذنوبه، ولو كانت أكثر من زبد البحر”.