تتفاقم أزمة النقل في بلدية اسطاوالي التي لا تبعد عن عاصمة الولاية إلا بـ 24 كلم فقط مع حلول فصل الشتاء، بإقدام عدد من الناقلين على قلتهم بتحديد ساعات العمل وفق ما تمليه عليهم أهواؤهم، ضاربين عرض الحائط معاناة الكثير من المسافرين الذين يضطرون للتنقل إلى مسافات بعيدة ما يحتم عليهم الخروج باكرا صباحا والتأخر مساء، مناشدين السلطات المحلية وكذا مديرية النقل التدخل لوضع حد لهؤلاء مع تعزيز القطاع بحافلات جديدة تنهي معاناتهم مع الحافلات المهترئة.
لم تشفع المميزات التي تتمتع بها بلدية اسطاوالي من إمكانيات الجذب السياحي الهائلة في تقليص هوة النقائص التنموية ولم تقنع المسؤولين بالتحرك للقضاء على المشاكل اليومية البسيطة التي يعاني منها السكان رغم المداخيل التي تجنيها من آلاف السياح المقبلين عليها كل صائفة، إذ وبمجرد حلول فصل الشتاء حتى تعود مظاهر البؤس لتبرز كنقطة سوداء يشكو السكان منها، فهم يعانون من عجز ملفت في وسائل النقل، وكذا سوء الخدمة التي تقدمها حافلات مهترئة خاصة على مستوى الخط الرابط بين ذات البلدية ومحطة أول ماي، فهي قديمة وتعد خطرا حقيقيا على مستقليها، وكذا قلة عددها وتوقفها في وقت مبكر وعدم تحديد مواقيت عملها ومرورها حتى في الأيام العادية.
وحسب السكان، فإنهم باتوا مجبرين على تحمل جل الصعوبات التي تتضاعف في هذه الأشهر لاسيما إذا ما قرروا التوجه إلى العاصمة، أين يضطرهم الأمر إلى النهوض باكرا علاوة على تحملهم العراك والزحام بين باقي الركاب حتى يحظوا بمكان بإحدى الحافلات المتوفرة، ناهيك عن تصرفات الناقلين الذين يعملون بمنطق خرق القوانين، حيث أفاد المسافرون أن أصحاب الحافلات لا يكتفون بالانتظار لساعات بالمحطة بل يملأون هذه الوسيلة بطريقة فيها الكثير من الغرابة في غالب الأحيان، الأمر الذي زاد من حدة امتعاض الركاب من هذه الوضعية التي أضحت هاجسا حقيقيا مشددين على الجهات الوصية وعلى رأسها مديرية النقل ضرورة التدخل العاجل لاحتواء هذه المعضلة التي طال أمدها، وهذا برفع عدد الحافلات والحد من تجاوزات الناقلين خاصة وأن هذا الوضع لم يعد محتملا.
في سياق متصل، نبه المحتجون إلى وضعية طرقاتهم التي ضاعفت معاناتهم مع مهمة التنقل التي أصبحت هاجسا حقيقيا بالنسبة إليهم، فهي تتواجد بوضعية مزرية تملؤها الحفر والمطبات، خاصة خلال تساقط الأمطار والتي تتحول فيها إلى مستنقعات وبرك مائية، ما يجعل اجتيازها صعبا سواء على الراجلين أو أصحاب المركبات، لافتين في ذات الصدد إلى الانتشار الكبير للممهلات العشوائية بطرق البلدية وبين أحيائها وشوارعها، مشيرين إلى أن أغلبها تم وضعها من قبل مواطنين أمام مقر سكناهم بغية الحد من سرعة السائقين، متسببين بهذا التصرف في إزعاج أصحاب المركبات وتعطيل سياراتهم لأن هاته الممهلات لا تراعي المقاييس المعمول بها، مطالبين مصالح البلدية بإزالتها أو تسويتها.
إسراء. أ