قال رئيس نادى الأسير الفلسطينى قدورة فارس، أن الأسرى من كافة الفصائل المتواجدين فى سجون الاحتلال الإسرائيلى سيشاركون فى الإضراب عن الطعام المقرر هذا الأثنين.،ودعا فارس أبناء الشعب الفلسطينى
إلى الالتزام والمشاركة الفاعلة بكافة الفعاليات المساندة للأسرى، لأن ذلك سينجح إضرابهم، مشيرا إلى أن سلطات الاحتلال ستحاول إفشال الإضراب من خلال بث الأكاذيب والإشاعات فى صفوف الأسرى وغيرها من الوسائل الأخرى.
وردا على سؤال حول سبب اختيار هذا التوقيت للقيام بالإضراب، قال فارس أنه يرجع لتغول إسرائيل فى قمع وقهر الحركة الأسيرة فى محاولة لكسر إرادة الأسرى وبعد أن تمت سرقة مجموعة من الحقوق التى أنجزها الأسرى عبر نضالهم لمواجهة الاحتلال، مما جعل الأسرى يصلون إلى قناعة أن قنوات الحوار قد أوصدت فى وجههم وهو الأمر الذى دفعهم إلى اتخاذ هذا القرار الصعب والذى ستكون له تداعيات كثيرة. والإضراب المفتوح عن الطعام أو ما يعرف بـ”معركة الأمعاء الخاوية”، هو امتناع المعتقل عن تناول كافة أصناف وأشكال المواد الغذائية الموجودة فى متناول الأسرى باستثناء الماء وقليل من الملح، وهى خطوة نادرا ما يلجأ إليها الأسرى، إذ أنها تعتبر الخطوة الأخطر والأقسى التى يلجؤون إليها لما يترتب عليها من مخاطر جسيمة- جسدية ونفسية- على الأسرى وصلت فى بعض الأحيان إلى استشهاد عدد منهم.ولا يلجأ الأسرى عادة إلى مثل هذه الخطوة إلا بعد نفاد كافة الخطوات النضالية الأخرى، وعدم الاستجابة لمطالبهم عبر الحوار المفتوح بين السلطات الاحتلالية، واللجنة النضالية التى تمثل المعتقلين. ويعتبر الأسرى الإضراب المفتوح عن الطعام، وسيلة لتحقيق هدف وليس غاية بحد ذاتها، كما يعتبر أكثر الأساليب النضالية وأهمها، من حيث الفعالية والتأثير على إدارة المعتقل والسلطات الإسرائيلية والرأى العام لتحقيق مطالبهم الإنسانية العادلة، كما أنها تبقى أولاً وأخيراً معركة إرادة وتصميم. وجرت أول تجربة فلسطينية لخوض الإضراب عن الطعام فى السجون الإسرائيلية، فى سجن نابلس فى أوائل عام 1968، حين خاض المعتقلون إضرابا عن الطعام استمر لمدة ثلاثة أيام؛ احتجاجاً على سياسة الضرب والإذلال التى كانوا يتعرضون لها على يد الجنود الإسرائيليين، وللمطالبة بتحسين أوضاعهم المعيشية والإنسانية، ثم توالت بعد ذلك الإضرابات عن الطعام.