نادر القنا: “كاتب ياسين ضمير الثورة المسرحية العربية”

elmaouid

قال الناقد الكويتي، نادر القنا “إن كاتب ياسين، لم يكن مؤدلجا بل كان مثل برخت، معبأ ثوريا وكان يتحسس الثورات العالمية وبعد أن دعم الثورة الجزائرية وعبر عنها في كتاباته، ثم وقف مع الثورة الفيتنامية قبل أن يساند الثورة الفلسطينية وساندها كذلك وحتى حين نشبت الثورة الإيرانية أراد أن يساندها في انطلاقتها، فقد كان متأجج المشاعر بالثورة”.

وأضاف القنا “أن كاتب ياسين كان في ذاته ثوريا ويريد أن يعبر عن هذا الانسان في ثوريته، وكان كاتبا في روايته “نجمة” الرائعة، وهي أيقونة في المسرح الجزائري، وأنا أشهد أن المسرح الجزائري لم يقصر، حيث ما تزال نجمة مرشحة للمزيد من الرؤى الإخراجية المتطورة، فقد سبق لي أن رأيت عدة أعمال رائعة حول نجمة من بينها، ما قدمه الأستاذ أحمد عيسى، ورائعة للسيد حسن عسوس التي قدمها في مهرجان دمشق، حيث قدم نظرة رائعة وقراءة جد متطورة لنجمة، وأعتقد أنها حظيت آنذاك باهتمام كبير من طرف إخواننا العرب، وحتى من لم يكونوا يعرفون من هو كاتب ياسين تعرفوا عليه بفضل حسن عسوس والمسرح الجزائري، وهذه النظرة الحديثة المتطورة نصيا وإخراجيا وفنيا، وكانت السينوغرافيا على مستوى جد عالي من الإبداع خاصة مع الاقتراحات الإخراجية السديدة لعسوس ومجمل فريق العمل”.

وأردف ذات الباحث والناقد الأدبي والمسرحي “أن كاتب ياسين انسان وأديب نعتز به كثيرا، فهو يشكل ضمير الثورة المسرحية العربية كما هو الشأن بالنسبة لفريد فرج ونجيب منصور ومعين بسيسو وغسان كنفاني.. وغيرهم من الكبار الذين كرسوا حياتهم للنهوض بالأدب والمسرح العربي، وعلينا الاهتمام أكثر بكاتب ياسين، هذا الأديب الذي يعد ظاهرة أدبية فريدة من نوعها في القرن العشرين”.

من جهته، قال الأديب سعيد بوطاجين “يجب أن نعيد النظر بتمعن فيما كتبه كاتب ياسين، وأن نبعده تماما عن القضايا السياسية والإيديولوجية، إننا فوجئنا بأشكال تدعو إلى قراءات نقدية خاطئة، حيث أن الكثير من الدراسات السابقة حين تناولت الأديب كمسرحي وكروائي وفنان وحتى كشاعر، أقحمته وعملت على توريطه في مسائل سياسية وغيرها التي كان بعيدا عنها، فالرجل كان يكتب كرجل حر في كتاباته يرفض كل ما اقترح عليه، ونرجو من النقاد والمسرحيين والأكاديميين أن يتركوا كاتب ياسين وشأنه ويبعدوه عن قضايا كان في غنى عنها، فأنا ترجمت له وقابلته، فكان متواضعا، محبا للمسرح وبعيدا عن السياسة”.

ويشار إلى أن نادر القنا من أشد النقاد حبا للأديب كاتب ياسين وتأثرا به على المستوى العربي، ومن مواقفه مع كاتب ياسين التي تعد دليلا على حبه الشديد لصاحب “نجمة” أنه في ملتقى أقيم سنة 2012 حول الأديب الكبير كاتب ياسين، اعترض على وصف بعض المشاركين كاتب بالمتمرد داعيا إياهم لنعته بالـ “ثائر”، حيث قال “إن كاتب ياسين لم يكن متمردا، لكنه كان رجلا ثوريا حلق بأدبه وأفكاره إلى أسمى الآفاق”.