افتتحت وزيرة الثقافة والفنون الجزائرية، صورية مولوجي، فعاليات الطبعة السابعة والعشرين للصالون الدولي للكتاب في الجزائر، بحضور نخبة من الشخصيات الثقافية، الرسمية والدبلوماسية. في مقدمتهم سفير دولة قطر الشقيقة، ورئيس المجلس الأعلى للشباب، بالإضافة إلى عدد من الأدباء والمثقفين. هذا الحدث الثقافي الكبير يعد من أبرز معارض الكتب في العالم العربي، ويجمع مئات المشاركين من مختلف دول العالم.
في كلمتها الافتتاحية، أشادت الوزيرة صورية مولوجي بتواجد دولة قطر كـ”ضيف شرف” لهذا المعرض، معبرة عن اعتزاز الجزائر بالعلاقات الأخوية بين البلدين. وذكرت الوزيرة، أن هذه المشاركة تعكس عمق الروابط الثقافية بين الشعبين، مشيرة إلى دور قطر الفاعل في تعزيز الثقافة العربية على مستوى العالم. كما تناولت الوزيرة في كلمتها، رمزية شهر نوفمبر في تاريخ الجزائر، مشيدة بدوره في تحفيز الشعوب المستعمرة على نيل حريتها. وأكدت أن شعار هذا العام للصالون “نقرأ لننتصر” يجسد إيمان الجزائر العميق بأهمية الكتاب والمعرفة في نشر قيم الكرامة والسلام في جميع أنحاء العالم. وفي سياق متصل، أدانت الوزيرة العدوان الذي يتعرض له الشعب الفلسطيني، مؤكدة تضامن الجزائر الدائم مع قضيته. وأوضحت أن الكتاب يلعب دورا مهما في نشر القيم الإنسانية وتعزيز الحوار بين الشعوب، مشيرة إلى أن هذا المعرض يعد منبرا ثقافيا حيويا لنشر هذه القيم. من جانبه، ألقى محافظ صالون الجزائر الدولي للكتاب، محمد إقرب، كلمة ترحيبية تناول فيها حجم المشاركة الواسعة لهذا العام، حيث يشارك أكثر من 1700 عارض من 40 دولة. وأشار إلى أن البرنامج الثقافي لهذا المعرض يتضمن فعاليات متنوعة تشمل فضاءات مخصصة لفلسطين، إفريقيا، والتاريخ الجزائري، بالإضافة إلى برنامج مميز لقطر كضيف شرف. كما أعلن إقرب عن إطلاق “جائزة كتاب الأول” لأول مرة، والتي تهدف إلى تشجيع المؤلفين الشباب تحت سن الـ 35 عاما. وفي لفتة خاصة، تم تكريم عدد من المثقفين المجاهدين وعائلات الشهداء تقديرا لإسهاماتهم في الثقافة الوطنية. بدوره، ألقى سعادة السفير القطري في الجزائر، عبد العزيز علي النعمة، كلمة متميزة خلال افتتاح المعرض، حيث سلط الضوء على العلاقات الثقافية المتجذرة بين الجزائر وقطر. وأكد أن تاريخ التعاون بين البلدين يعود إلى أيام الثورة الجزائرية، عندما دعمت قطر حكومة الجزائر المؤقتة في نضالها ضد الاستعمار الفرنسي. وأشار السفير القطري إلى أن معرض الكتاب هو أكثر من مجرد سوق للكتب، بل هو منصة حيوية للتبادل الثقافي، بما يساهم في تعزيز التفاهم بين الشعبين. وذكر أن مشاركة قطر كضيف شرف في هذا الحدث، هي شهادة على متانة العلاقات الثقافية بين البلدين. وفي ختام كلمته، أكد السفير القطري على أهمية تعزيز التعاون الثقافي بين الجزائر وقطر في المستقبل، معرباً عن أمله في المزيد من التقدم في مجالات الثقافة والفكر بين الشعبين الشقيقين. وأعرب عن سعادته، بالمشاركة في هذا المعرض الذي يعكس روح الأخوة بين البلدين ويسهم في تعزيز التبادل الثقافي بينهما.إن افتتاح الطبعة السابعة والعشرين للصالون الدولي للكتاب في الجزائر هذا العام كان بمثابة احتفالية ثقافية مميزة أظهرت عمق الروابط التاريخية والثقافية بين الجزائر وقطر، وعكست أهمية الكتاب كأداة لنشر القيم الإنسانية وتعزيز الحوار بين الشعوب.
محمد بوسلامة