احدثت المواقف المعبر عنها اخيرا على لسان كاتب الدولة الامريكي لشؤون الامن القومي، جون بولتون، اهتماما دوليا غير مسبوق منذ وقف اطلاق، بالقضية الصحراوية في ظل الديناميكية التي اطرت لها الادارة الامريكية
على مستوى مجلس الامن منذ أفريل الماضي بتقليص عهدة البعثة الاممية للاستفتاء في الصحراء الغربية (المينورسو) من سنة الى ستة اشهر.
الموقف الذي اعلنه منذ ايام فقط السفير الامريكي الاسبق في الامم المتحدة وكاتب الدولة الحالي في ادارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، افصح عن _حقيقة جديدة_ بالنسبة للموقف الامريكي من القضية الصحراوية، وأعاد للأذهان مواقف عبر عنها ذات المسؤول قبل ازيد من 13 سنة عندما نشر كتابه (الاستسلام ليس الخيار الوحيد) معبرا هذه المرة عن مشاعر ملؤها الإحباط من عدم تمكن بعثة الامم المتحدة من تنظيم استفتاء تقرير المصير..!!
يومها اعتبر جون بولتون بان العائق الأكبر لمقاربه، تمثل في بيروقرطية كتابة الدولة للخارجية_ وتأثير الاطروحة المغربية التي سوقتها عن طريق اللوبي الصهيوني وفرنسا والتي مفادها بأن استقلال الصحراء الغربية التي اعتبر الجميع تقريبا بأن الصحراويين سيختارونه في حالة اجراء استفتاء حر وعادل ونزيه- سيتسبب في زعزعة استقرار المغرب ويسمح بسيطرة التيار الاسلامي المتطرف بالبلد على السلطة.
ويفسر السفير الامريكي الذي عمل مع بيكر: لقد كان ذلك هو السبب الذي جعل الإدارة (الأمريكية) ترفض مخطط بيكر الأخير سنة 2003، وهذا ما دفع جيمس بيكر للاستقالة من منصبه كمبعوث شخصي للامين العام بعد ثماني سنوات من الجهود لمحاولة حل النزاع.
وقال الدبلوماسي الامريكي يومها في ندوة صحفية أتساءل أين ذهب دعم إدارة بوش لـ الديمقراطية بالشرق الاوسط عموما، حيث أنه بدأ واضحا بأن استقرار الامر بالنسبة للملك محمد السادس قد غلب على الاستفتاء. وبكلمات ملموسة، فإن ذلك كان يعني أن الادارة كانت دائما منفتحة على خطط _الحكم الذاتي_ للصحراء الغربية، التي كان المغرب يعد بها في مناسبات محددة ودورية، دون ان يخرج ذلك عن نطاق الوعود لأنه لم يقدم شيئا، على الأقل إلا بعد الكثير من التماطل.
وكشف جون بولتون يومها قائلا _ لقد قمت بالعديد من المساعي التي لم يكتب لها النجاح، والعديد من المجهودات لإيجاد دعم للاستفتاء من جهات حكومية أمريكية أخرى. _ونتيجة لعدم نجاحي في ذلك، اتفقت أنا وأبرامز ايليون_ الذي كان يمثل الادارة الأمريكية، _ أن ننظم لقاءا بكتابة الدولة للخارجية في 19 جوان 2006، لنرى إن كنت وإياه قادران على التوصل الى استراتيجية مشتركة. وفي حالة اتفاقنا، كنا نعرف بأن البيروقراطية، وبسبب من عدم توفرها على بدائل، ستقبل بالنتيجة التي سنتوصل اليها. وخلال ألاجتماع، الذي حضره أكثر من 30 شخصا، شرحت وجهة نظري بأن المينورسو قد فشلت في القيام بمهمتها الأساسية باجراء استفتاء وأنها أصبحت الآن عائقا حقيقيا.
وتحدثت، يضيف بولتون عن حقيقة استمرار أوضاع عشرات آلاف اللاجئين الصحراويين، وبأنه بدون وجود شخص بحجم جيمس بيكر، فإن الأمم المتحدة لا دور سياسي لها لتلعبه، وبأن المغرب لن يوافق ابدا على استفتاء يطرح الاستقلال كخيار حقيقي فيه.