موضةُ التنجيم

موضةُ التنجيم

تنتشر بين الشباب والفتيات بشكل أكبر بين حينٍ وآخر موضةُ متابعة التنجيم، وتكهُّنات “حظك اليوم”، وهي ظاهرة قديمة تختفي أحيانًا وتنشط أحيانًا، ويستغرق فيها بعضهم وقتًا طويلًا، وهنالك قلة تتعلق بها قلبيًّا، وقد تؤثر في سلوكها بشكل شبه كامل. ومن طبيعة الإنسان البحث عن الأشياء التي يحبها ليستفيد منها، والأمور التي يخافها ليتجنبها، لكن ذلك ينبغي أن يكون وفق قواعد صحيحة، وطرق تفكير سليمة، وهذا ما لا ينطبق على التنجيم؛ حيث يُعَدُّ من العلوم الزائفة، وقد تم نقضه بالدراسات والاختبارات العملية مرة بعد أخرى، لكن مع ذلك تبقى هنالك نفسيات ضعيفة، تبحث عن أمل في غير مكانه، وتنتظر الفرج والسعادة ممن لا يملكها. وعند تدقيق البحث ستجد أن التنجيم وقراءة الطالع هي مجرد لعب بالعواطف، وأكل لأموال الناس بالباطل، بينما عند وضعها تحت المجهر ستتضح أنها مجرد أوهام، وكلام إنشائي عام، يصلح لجميع الناس بدون استثناء، لكن ضعاف النفوس والعلوم، يتشرَّبونه ويترجمونه وفقًا لمتطلباتهم العاطفية، تحت باب التهيؤ والاستعداد النفسي، بينما جميع الشواهد العلمية والعقلية، وقبلها المحكَّمات الدينية تثبت زيفه وكذبه؛ ولذا لا تجد له رواجًا إلا لدى أقل الفئات علمًا وعقلًا، وأكثرها اندفاعًا عاطفيًّا، وكلما زاد عمر الإنسان، وزاد علمه، وزادت تجربته، تكشَّفت له حقيقة التنجيم، وأنه مجرد ضرب من ضروب الكهانة، وغالبًا يلجأ لها من يحاول الهروب من الواقع، ولهذا يكثُرُ التعلق بها في فترات عدم الاستقرار، أو عند التعرض للضغوط، مع ضعف المناعة النفسية، وضعف اليقين بالله وبالقَدَرِ. وخطر التنجيم ومتابعة “حظك اليوم” أن تجعل ممارسها – ولو من باب التجربة – تحت تحذير ووعيد النبي صلى الله عليه وسلم؛ حين قال: “مَن أتى عرافًا فسأله، لم تُقبَل له صلاة أربعين يومًا” رواه مسلم. بينما سيتعرض من يصدقها تحت تهديد أشد وأعظمَ؛ حيث قال النبي صلى الله عليه وسلم: “مَن أتى كاهنًا فصدَّقه بما يقول، فقد كفر بما أُنزل على محمد صلى الله عليه وسلم” السلسلة الصحيحة. ويتبين لنا أهمية ما قدمناه في البداية من حقيقة وجود الإنسان ومهمته التي خُلق من أجلها؛ وأن مهمته العظمى هي العبودية لله وحده عز وجل، وأن الله وحده الذي له الأمر كله، ولا يعلم الغيب إلا هو.

موقع إسلام أون لاين