عند مواجهة مشكلة السمنة أو مشكلة زيادة الوزن، لا مفر من البحث عن حل في اتباع برنامج غذائي لتخفيف الوزن، وحتى مع اللجوء إلى عمليات تحزيم المعدة بأنواعها وحتى مع تناول الأدوية لخفض شهية الأكل، فإن الحمية الغذائية تظل ضرورية.
نوعا الحمية الغذائية
ولدى الأطباء ثمة نوعين من الحمية الغذائية: الأول، حمية غذائية صحية، والثاني، موضات من الحميات الغذائية،والسؤال المطروح: هل من طريقة لمعرفة أنواع موضات الحمية، وللإجابة، فإنه لا توجد طريقة محددة ولكن هناك علامات تتميز بها موضات الحمية مثل: الوعود بحل سريع للزيادة في وزن الجسم، أو ادعاءات تبدو جيدة جدا لدرجة تفوق أن تكون صحيحة في الواقع، أو اعتمادها على استنتاجات بسيطة مستخلصة من دراسات
معقدة، أو اعتمادها على توصيات مبنية على دراسة طبية واحدة، أو تصريحات مثيرة عنها تم نفيها من قبل مؤسسات علمية مرموقة، أو وضعها قوائم للأطعمة “الجيدة” والأطعمة “السيئة”، وخاصة لترويج أنواع معينة من الأطعمة، أو توصيات بناء على دراسات نشرت دون مراجعة من قبل الباحثين الآخرين، أو توصيات بناء على دراسات تتجاهل حقيقة الفروق بين أجسام أفراد الناس وحالاتهم الصحية، أو طلبها عدم تناول واحد أو أكثر من المجموعات الغذائية، أي البروتينات أو الدهون أو النشويات أو اللحوم أو مشتقات الألبان.
وتحت عنوان: “عند الحديث عن إنقاص الوزن لا توجد حلول سحرية”، كتب الباحثون كلاما علميا يتناول الحالة النفسية للأشخاص الباحثين عن حلول سحرية للسمنة عبر حمية غذائية سريعة المفعول، وقالوا إن طبيعة البشر تريد أن تصدق أن ثمة حلا سريعا يُزيل عن الإنسان مشكلة الزيادة في الوزن أو يُخفف من حال السمنة لديه، وأن كل ما علينا هو البحث عن هذا الحل السحري المتمثل في حمية غذائية. وهذا الاعتقاد قد يصبح قويا جدا لدى البعض حتى حينما يعرف ذلك الشخص أنه لا منطق يدعم اتباع هذه الحمية الغذائية، ومع هذا فإنه يُحاول تجربة هذه الحمية على أمل أن يكون في اتباعها حلا سحريا لمشكلة الوزن لديه.
موضات الحمية
ويُضيف الدكتور هنسريد أن موضات الحمية شائعة منذ سنوات، وقائمتها طويلة، وتتغير مكوناتها من عام لعام، مثل حمية شوربة الملفوف، وحمية شرائح اللحم والبيض، وحمية الفراولة، وحمية البطيخ، وحمية اللحم المشوي، وحمية الكربوهيدرات المنخفضة، حمية الدهون المنخفضة، حمية السوائل المنخفضة الكربوهيدرات، حمية إزالة السموم، وحمية عصائر الفواكه الاستوائية، وغيرها كثير. وهناك حمية الكالوري المنخفض، أي 500 كالوري (سعر حراري) في اليوم، التي بإمكان أي شخص أن يفقد بها كيلوغرامات من وزن جسمه ولكن بطريقة غير صحية على الإطلاق ولا يُنصح طبيا بها.
ويتابع بالقول: وأخيرا قمت بمراجعة أنواع من موضات الحمية التي كانت رائجة قبل سنوات عدة، ولا أجد لها اليوم أي أثر بل ظهرت بدلا منها أسماء أخرى لموضات جديدة من الحمية الغذائية، وكل واحدة منها تأخذ فترة زمنية ثم تظهر بدلا منها أخرى.
ويستطرد، بأن على المرء أن يسأل عددا من الأسئلة عند تفكيره في بدء اتباع برنامج حمية غذائية لإنقاص الوزن، مثل هل هي آمنة صحيا؟، هل تقدم تغذية مفيدة للجسم وهل تُحسن من مستوى الصحة؟ هل اتباعها شيء ممتع؟ هل هي حمية غذائية عملية ومناسبة ويُمكن الاستمرار فيها لفترات طويلة يُحافظ من خلالها المرء على صحته وعلى خفض وزن جسمه؟ والإجابة يجب أن تكون “نعم” قبل بدء المرء في اتباع الحمية الغذائية تلك.
نظام غذائي صحي
ويأتي السؤال تاليا: ما الذي يفيد ويعمل لإنقاص الوزن؟ والجواب: تناول وجبات طعام خلال اليوم بكمية سعرات حرارية أقل مما تقوم بحرقه، هذا هو كل الشيء المطلوب من الإنسان فعله لينخفض وزن جسمه، أمر واضح وبسيط، وإذا كنت حقا تريد إنقاص وزن جسمك، فإن الطريقة الأكثر فعالية هي تناول كمية من الطعام المحتوي على سعرات حرارية أقل من التي تفقدها ويحرقها جسمك وأن تحتوي تلك الأطعمة اليومية على مجموعة متنوعة من الأطعمة الصحية، وممارسة الرياضة لمدة 30 دقيقة على الأقل كل يوم، إن تناول أطعمة متنوعة هو المفتاح لاتباع نظام غذائي صحي من الخضار والفواكه والبقول والحبوب ومشتقات الألبان واللحوم البيضاء والأسماك وقليل من اللحوم الحمراء والمكسرات والدهون النباتية الطبيعية، وتماما كما تحتاج السيارة إلى الوقود المناسب لجعلها تعمل بكفاءة، فإن الجسم يحتاج إلى اتباع نظام غذائي صحي عنوانه التوازن الصحيح للعناصر الغذائية التي تشمل البروتين والكربوهيدرات والدهون والعناصر الغذائية الأخرى كالمعادن والفيتامينات، لتطوير نمو الجسم وعمل أعضائه بشكل صحيح.
وعندما يذهب أحدنا إلى اتباع أحد أنواع موضات الحمية الغذائية واستبعاد أي نوع من العناصر الغذائية الضرورية، فإن الإنسان يضع نفسه في خطر سهولة التعرض للإصابة بالأمراض وذلك نتيجة لحصول الجسم على القليل جدا من العناصر الغذائية المهمة والمعادن والفيتامينات، وصحيح أن أثر ذلك لا يظهر بسرعة ولكنه سيظهر على المدى البعيد. وأقرب مثال حالة المرضى الذين يتم إجراء عمليات تحزيم المعدة لهم، حيث تنشأ لديهم بعد عدة أشهر مشاكل تتعلق بنقص الفيتامينات والمعادن ما يضطرهم إلى ضرورة تناولها عن طريق تناول أقراص دوائية للمعادن والفيتامينات بشكل يومي.