إن أعمارنا قصيرة وقد عوضنا الله سبحانه وتعالى بمواسم تتضاعف فيها الحسنات ومنها عشر ذي الحجة، وإن المسلم الحكيم يستثمر هذه المواسم العظيمة ليفوز بما عند الله من الثواب، فقد لا تعود هذه المواسم، إن من الأعمال العظيمة التي يجب علينا استثمارها في عشر ذي الحجة ما يلي:
– التوبة والإقلاع عن جميع الذنوب والمنكرات لأن المعاصي والمنكرات سبب في ذهاب النعم وجلب النقم والرزايا والفتن والمحن والأمراض والحروب وتفاقم الكروب وظلمة القلوب وأكبر من ذلك فقد نعمة الأمن والأمان. والتائب يبدل الله سيئاته حسنات ويجعل له نورًا في سمعه وبصره وبصيرته فيعيش بقية عمرة في سعادة وهناء ويلقى ربه وهو في فرحة وشوق. قال الله تعالى ” إِلَّا مَن تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ عَمَلًا صَالِحًا فَأُولَٰئِكَ يُبَدِّلُ اللَّهُ سَيِّئَاتِهِمْ حَسَنَاتٍ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَّحِيمًا ” الفرقان: 70.
– التكبير؛ والتكبير هو قول: “الله أكبر” ويشرع الإكثار منه في عشر ذي الحجة وأيام التشريق، ويستحب رفع الصوت به في الأسواق والطرقات وبعد الصلوات المفروضة و الدليل ما روَى البخاريُّ فِي “صَحِيحِهِ” عنْ ابْنِ عَبَّاسٍ في تفسير قوله تعالى “وَيَذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ فِي أَيَّامٍ مَعْلُومَاتٍ” الحج: 28. قالَ: هُنَّ أَيَّامُ العَشْرِ، وَالأَيَّامُ المَعْدُودَاتُ: أَيَّامُ التَّشْرِيقِ ” وَكَانَ ابْنُ عُمَرَ، وَأَبُو هُرَيْرَةَ “يَخْرُجَانِ إِلَى السُّوقِ فِي أَيَّامِ العَشْرِ يُكَبِّرَانِ، وَيُكَبِّرُ النَّاسُ بِتَكْبِيرِهِمَا” رواهُ البخاريُّ.
– الصدقة وخيرها الصدقة الجارية وإن من أفضل الأعمال أن نتفقد أحوال رحمنا وأقاربنا وجيراننا وأفراد قبيلتنا والمسلمين أجمعين ونعطيهم من المال والعينيات ما يكفيهم، فكم من مسكين و فقير يمر عليه العيد تلو العيد ولا يجد الحد الأدنى من احتياجاته الأساسية من الأكل والشرب واللباس والسكن.
– صيام يوم عرفة: قال صلى الله عليه وسلم “صِيَامُ يَوْمِ عَرَفَةَ أَحْتَسِبُ عَلَى اللَّهِ أَنْ يُكَفِّرَ السَّنَةَ التي قَبْلَهُ، وَالسَّنَةَ التي بَعْدَهُ” أخرجه مسلم.
– صلاة عيد الأضحى قال الله تعالى ” فَصَلِّ لِرَبِّكَ وَانْحَرْ ” الكوثر: 2.
– النحر وهو من أحب الأعمال إلى الله من اليوم العاشر إلى الثالث عشر فعَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ قُرْطٍ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ “إِنَّ أَعْظَمَ الْأَيَّامِ عِنْدَ اللَّهِ تَبَارَكَ وَتَعَالَى يَوْمُ النَّحْرِ، ثُمَّ يَوْمُ الْقَرِّ” وَهُوَ الْيَوْمُ الثَّانِي. رواه أبو داود وصححه الألباني.
– الاجتهاد في جميع الطاعات وأعمال البر ومن أعظمها أداء الصلوات المفروضة في المساجد مع الجماعة وتلاوة القرآن الكريم وصلة الأرحام وقضاء حوائج الناس والدعوة إلى الله ونشر العلم والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر والإصلاح بين الناس وإدخال السرور على قلوب الناس.
– الدعاء وخير الدعاء ما ورد في القرآن الكريم وأدعية محمد صلى الله عليه وسلم وكان معظمها بصيغة الجمع، لأن الدعاء للمسلمين ينفع الداعي ويضاعف له الأجور بعدد من دعا لهم.
من موقع الالوكة الإسلامي