إزعاج ومناورات خطيرة

مواكب الأعراس.. استعراض جميل تُفسده بعض السلوكيات

مواكب الأعراس.. استعراض جميل تُفسده بعض السلوكيات

يتميز موكب العروس بكونه استعراضا جميلا يوثق الذكرى، إلا أن بعض الشباب جعلوا إحضار العروس مناسبة شبيهة بمظاهرات وطنية أو احتفالات فوز النادي الرياضي المفضل لديهم، من خلال قيامهم ببعض السلوكيات الخطيرة التي حولت هذه المواكب إلى كابوس حقيقي لدى الكثيرين بسبب الإزعاج الذي تحدثه وكذا الحوادث المترتبة عن ذلك.

 

مواكب الأعراس من مظهر فرح إلى مصدر إزعاج

كثيرا ما نقرأ أو نسمع عن حوادث مرورية أليمة وقعت خلال مرور موكب عرس راحت ضحيته العروس أو أحد أفراد العائلة، فتجد الواحد منا يتحسر على مثل هذه التصرفات لشباب طائش ومتهور لا يعرف قيمة الحياة وهذا بعد أن يفقد السيطرة على سيارته بسبب السرعة المفرطة والتجاوزات الخطيرة التي يقوم بها السائقون الذين أصبحوا هم الآخرون يستعرضون ويتباهون ناسين خطورة الوضع، إضافة إلى تصرفات بعض الشباب الطائش الذين يخرجون رؤوسهم وأجسامهم من نوافذ السيارات ليعبروا عن فرحتهم وسط السرعة الجنونية التي تنتهي في الأخير وفي غالب الأحيان بتحول العرس إلى مأتم حزين .

 

وللدراجات النارية حضورها وخطورتها

ما بات يميز مواكب الأعراس هو مرافقة بعض الدراجات النارية لتلك المواكب، وأصبح حضورها من باب الضرورة، ما أدى إلى المغامرة بالأرواح وإعاقة حركة المرور تبعا للطريقة الجنونية والمتهورة التي يقوم بها بعض الشبان في قيادة تلك الدراجات بدون الالتزام حتى بالوسائل الضرورية اللازمة في قيادة مثل تلك المركبات، بحيث نجدهم يتمايلون يمينا وشمالا لخلق أجواء مميزة إلا أنها عادة ما تنقلب إلى حزن وندامة، وتنقلب تلك الأفراح إلى مآتم نتيجة القيادة المتهورة وانعدام مسؤولة البعض.

 

مواطنون مستاؤون

في هذا الصدد، قال السيد (ع. م) إنه كثيرا ما جذبته خلال قيادته للسيارة تلك السلوكات الممارسة من طرف البعض على مستوى الطرقات في مواكب الأعراس وما يميزها هي تلك القيادة المتهورة سواء للدراجات النارية أو حتى للسيارات التي تتحول نوافذ أبوابها إلى مقاعد للجلوس، أما الدراجات النارية فحدث ولا حرج، بحيث تستعصى القيادة العادية بمحاذاة هؤلاء الشبان ووجب التزام أقصى درجات الحيطة والحذر لتفادي حوادث المرور، ورأى أنها أصبحت تشبه بكثير المواكب الرياضية التي تنطلق لمناصرة فريق ما، ولا يخفى على الجميع إفرازاتها السلبية وعواقبها الوخيمة التي حدثت في عدة مرات.

أما السيدة (ن. ز) فقالت إن مواكب اليوم تختلف كثيرا عن مواكب الأمس التي كانت بطريقة هادئة ومتزنة ولا يظهر للمرء أنها مواكب أعراس إلا بسماع إيقاع الزرناجية، مما جعلها تسلم من الحوادث المميتة التي نسمع بها هنا وهناك نتيجة الطريقة المتهورة والقيادة الجنونية لمواكب اليوم، والتي يسببها خاصة الشبان فيكون هدفهم خلق أجواء مميزة إلا أنهم يدفعون حياتهم وحياة غيرهم ثمنا لذلك، وأضافت أنه لا يروقها أبدا ما لحق مواكب اليوم من ممارسات وسلوكات، لاسيما إلحاقها بالدراجات النارية ومخاطر قيادتها الجنونية من طرف بعض الشبان.

 

مواكب فوضوية وغير منتهية تعرقل الحركة المرورية

من بين العادات السيئة والمؤلمة التي تُشاهد في مواكب الأعراس في الآونة الأخيرة، كثرة السيارات التابعة لموكب العروس والتي تصل في بعض الأعراس إلى أكثر من 50 سيارة، ما يسبب ازدحاما مروريا كبيرا وغلق أهم الطرقات الرئيسية، هذا ما يؤدي بالمواطنين في غالب الأحيان إلى تجنب مواكب الأعراس غير المنتهية، وبالرغم من التدخل المتواصل لرجال الشرطة من أجل فسح الطريق أمام المارة والسيارات القادمة من الجهات الأخرى خاصة عند مفترق الطرق، إلا أنه يصعب فتحها وتنظيمها بسبب عدم احترام القوانين من طرف بعض الشباب الطائش الذي يستغل موكب العروس لإظهار قدراته العالية في السياقة ولجلب الانتباه، وهذا ما يسبب في كثير من الأحيان وقوع مناوشات وملاسنات بين المشاركين في موكب العرس وبين المواطنين، وقد يصل في بعض الأحيان إلى مشادات خطيرة لا يحمد عقباها.

 

حوادث مميتة بسبب السرعة المفرطة والتجاوزات الخطيرة

سجل في العديد من مواكب الأعراس وجود حوادث مرور بين السيارات المشاركة في الموكب، وهذا إثر السرعة المفرطة وعدم احترام القوانين المرورية، هذا ما يخلف ضحايا وإصابات خطيرة في وسط المشاركين، وفي بعض الأحيان بين أفراد أهل العريس والعروس، خاصة منها المواكب التي تتنقل لمسافات بعيدة، وعلى سبيل المثال عرف الطريق السريع الأسبوع الماضي مرور ثلاثة مواكب أعراس في وقت واحد، والتقائهم عند مفترق الطريق المتواجد وسط المدينة أدى إلى غلق الطريق في الاتجاهات الأربعة لأكثر من ساعتين، وبالرغم من تدخل أعوان شرطة المرور لتنظيم الحركة، حيث رفض الكل احترام القانون والسماح لأي موكب بالسير حتى يفسح الطريق للآخرين، والكل يطلقون طلقات نارية بشكل مكثف وعشوائي، وقد اشتكى الكثير من المواطنين من هذه التصرفات التي أدت إلى الفوضى وغلق الطريق التي آلت إليها مواكب الأعراس، ورفض الجميع هذه التصرفات التي يقول عنها المواطنون بأن مثل هذه المواكب أصبحت تشكل خطرا على المواطنين، والكل يخاف عند مرورها بسبب الفوضى التي أصبحت تميزها كالمشي على الأقدام أمام السيارات، وغلق الطريق أمام القادمين في الاتجاه المعاكس، والاعتداء بالسب والشتم والملاسنات لمن يعترض الموكب وغيرها من التصرفات .

ق. م