واحدة من بين ثلاث حالات طلاق تعود إليها

“مواقع التواصل”.. هل أصبحت سكينا ينخر العلاقات الزوجية؟

“مواقع التواصل”.. هل أصبحت سكينا ينخر العلاقات الزوجية؟

كشف مختص في القانون أن واحدة من بين ثلاث حالات طلاق تعود إلى اكتشاف “الخيانة الزوجية” عبر مواقع التواصل الاجتماعي، حيث لم تعد الخيانة الزوجية عن طريق هذا الموقع غريبة في المحاكم الجزائرية.

قال مختصون في القانون وعلم الاجتماع إن “الخيانة الزوجية” أو وجود طرف ثالث يشاطر أحد الشريكين الحياة أو حتى الأحاديث، كوجود علاقة مع طرف آخر على أحد مواقع التواصل الاجتماعي، مثل “الفايسبوك”، لم يعد ضمن حالات معزولة بل تعداه إلى الظاهرة، حسب المختصين، حيث تم تسجيل العديد من القضايا على مستوى المحاكم تراوحت بين الطلاق والخلع، حسب الطرف الذي يكتشف خيانة شريكه.

 

حسابات وهمية لكشف المستور

يستغل البعض إمكانية فتح حساب وهمي على مواقع التواصل باسم مستعار للتأكد من مدى وفاء الشريك وعدم دخوله في علاقات مشبوهة، وهو حال زوج حاول التأكد من الشك الذي ساوره بخصوص خيانة زوجته له، فقام بفتح حساب جديد له باسم مستعار، ومعلومات غير صحيحة، وأضاف زوجته على قائمة الأصدقاء، فحاول التقرب منها دون الكشف عن هويته لمعرفة مدى صواب شكوكه، والصدمة كانت عنيفة عليه بعدما وقعت الزوجة بعد فترة وجيزة في فخه، وتأكد من خلاله أنها قادرة على الخيانة، وأصبحت تبادله الحديث وحتى الغرام دون معرفة أنه زوجها، وفي بعض الحالات يقول المتحدث هناك بعض السذج الذين يجعلون من تعليق الشريك على الصور التي نشرتها إحداهن أو إضافته لصديقة بمثابة خيانة تستدعي الطلاق، كما يوجد نوع آخر من المشاكل يخلقها هذا الموقع، ركز عليها المتحدث، إذ يولي البعض أهمية كبرى لهذه المواقع، مما يجعله ينشغل بصفحته الخاصة أكثر من شريك حياته، ويقضي ساعات في التواصل عبرها، بالتالي يؤثر على نوعية الحياة مع الشريك وباقي أفراد الأسرة، ومع الوقت يتحول التواصل الاجتماعي إلى إدمان يهدد الكثير من البيوت بالدمار، خاصة بعدما يدخل أحد الأطراف في أحاديث مشبوهة، وفور اكتشافها، يصفها الطرف الآخر بالخيانة الزوجية الصريحة، وهو ما يدخل في مسببات الطلاق الحديثة والتي أحدثها الاستعمال والفهم الخاطئ لمواقع التواصل الاجتماعي.

 

مختصون يدقون ناقوس الخطر

أكدت النفسانية والمعالجة السلوكية نسيمة مسعود، بأن الخيانة الزوجية اتخذت شكلا إلكترونيا في عالم افتراضي، ولا تملك، كما أكدت، إلا أن تدق ناقوس الخطر أمام الارتفاع الملحوظ لأعداد من يمارسون هذا النوع من الإدمان الذي يشبه، حسبها، الإدمان على المخدرات سواء في البيوت أو أماكن العمل، مؤكدة بأن هذين النوعين من الإدمان لهما نفس الأعراض من الشعور بالذنب والتبعية إلى عدم القدرة على كبح النفس والتوقف عن الممارسة والركض أمام نشوة وهمية مدمرة.

من جهته، يرى النفساني رابح لوصيف، بأن اللجوء إلى الخيانة الافتراضية التي تعتمد أساسا على الخيال والوهم أكثر من الواقع، عملية تعويضية لما يعانيه الزوج أو الزوجة من فراغ أو نقص في جانب معين من علاقته بالطرف الآخر، خاصة فيما يتعلق بالحنان والاهتمام وكذا النقص في العلاقات الحميمية، مشيرا إلى أنها تبدأ بدافع الفضول والرغبة في الهروب من الواقع، ثم يتعود عليها الشخص إلى أن يدمنها. وقد تعكس، حسبه، في حالات كثيرة إصابة هذا المدمن، بمشاكل جنسية، مثل العجز الجنسي أو سرعة القذف، وبدل العلاج الطبي يبحث عن الإثارة الإلكترونية.

وينصح النفساني الزوجة التي تضبط زوجها يمارس هذا النوع من الخيانة، بأن تفكر بشكل إيجابي وألا تحطم أسرتها وبيتها، لأن الصور وما تمثله من علاقات عابرة لا يمكن أن تعوض الواقع مهما كانت. ومن هنا تسعى إلى تدارك الانفصال العاطفي الذي حصل، ربما لانشغالها بأبنائها وعملها وغياب الحوار و “اللمة” والالتحام الأسري، واقتحام التكنولوجيا، ويمكن أن تسترجع زوجها بالحب وتسانده إذا كان بحاجة إلى علاج.

لمياء بن دعاس