اندلعت، الأربعاء، مواجهات عنيفة مع قوات الاحتلال الصهيوني على مدخل مخيم العروب شمالي الخليل جنوبي الضفة الغربية المحتلة، عقب الإعلان عن استشهاد الصحفية الأسيرة المحررة غفران هارون وراسنة.
وأفادت مراسلة وكالة “صفا”، بأن قوات الاحتلال اعتلت أسطح منازل المواطنين، وأطلقت الرصاص الحي والمطاطي وقنابل الغاز والصوت تجاه الشبان، دون التبليغ عن إصابات حتى كتابة الخبر.
وكانت وزارة الصحة أعلنت عن استشهاد الشابة غفران هارون وراسنة (31 عامًا)، إثر إصابتها برصاصة أطلقها عليها جنود الاحتلال قرب مخيم العروب.
وبيّن مكتب إعلام الأسرى أن الشهيدة وراسنة أسيرة محررة، اعتقلت في سجون الاحتلال لمدة ثلاثة أشهر، وتحررت في مطلع أفريل الماضي.
والشهيدة وراسنة خريجة صحافة وإعلام، وعملت مع عدد من الإذاعات المحلية.
واندلعت مواجهات في بلدة سلوان جنوبي المسجد الأقصى في القدس المحتلة، بعد اعتداء مستوطنين متطرفين على شبان فلسطينيين.
وقال الهلال الأحمر الفلسطيني، إن ثلاثة شبان أصيبوا بجروح بعد هجوم المستوطنين على المنازل في وادي الربابة بسلوان.
ودفع هجوم المستوطنين، الشباب الفلسطينيين إلى الرد عليهم بإلقاء الحجارة، ما أسفر عن إصابة أربعة جنود على الأقل كانوا ضمن قوة عسكرية إسرائيلية تحمي المستوطنين.
وادعت شرطة الاحتلال في بيان لها، أنها وصلت إلى سلوان بعد نشوب شجار بين الفلسطينيين والمستوطنين، مشيرة إلى أنها نفذت عمليات اعتقال على خلفية إصابة 4 من جنودها.
فيما قال رئيس لجنة الدفاع عن أراضي “وادي الربابة” أحمد سمرين، إن ما تسمى “سلطة الطبيعة” الإسرائيلية، حوّلت مدخل أراضي وادي الربابة إلى بؤرة استيطانية، مشيرا إلى معاناة المنطقة جراء اعتداءات المستوطنين اليومية.
وقال حسين الشيخ، أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية، إن فلسطين والأردن، اتفقتا على التحرك المشترك، على كافة الأصعدة، لوقف “التصعيد الإسرائيلي”.
جاء ذلك في مؤتمر صحفي، الثلاثاء، عقده في مقر الرئاسة الفلسطينية برام الله، مع وزير الخارجية الأردني، أيمن الصفدي، الذي وصل أراضي السلطة الفلسطينية، في زيارة غير معلنة مسبقا.
وأضاف الشيخ، أن “الأردن وفلسطين تريان في التصعيد الإسرائيلي في مدينة القدس تهديدا للأمن والاستقرار والسلام، ليس في فلسطين فقط بل في المنطقة”.
بدوره، بيّن الصفدي أنه نقل رسالة من العاهل الأردني للرئيس الفلسطيني محمود عباس، تتمحور حول “التحركات المشتركة التي بدأت من أجل إسناد الفلسطينيين للحصول على حقوقهم الكاملة”.
وتابع: “الأوضاع سيئة وآيلة لما هو أسوأ”.
وقال: “ليس بالانتهاكات والعدوان تحفر التهدئة، ولا يبنى السلام بالاستيطان والتهجير”.
وحذّر الصفدي من “تصاعد الانتهاكات الإسرائيلية”، وقال إن التصعيد من شأنه “تفجير المنطقة”.
وأضاف: “موقفنا واضح، ما يحدث يجب أن يتوقف، ويجب العودة فورا إلى فتح أفق سياسي حقيقي للسلام (..) يغيب السلام بقرار إسرائيلي، وأفعال إسرائيلية”.
ووصل الصفدي، مدينة رام الله، الثلاثاء، والتقى بالرئيس الفلسطيني محمود عباس، في زيارة غير معلنة.
وذكرت وكالة الأنباء الفلسطينية الرسمية “وفا”، أن عباس، أطلع الصفدي على “آخر مستجدات الأوضاع في الأراضي الفلسطينية، والتصعيد الإسرائيلي الأخير”.
ونقلت عن عباس قوله: “الوضع الحالي لا يمكن القبول باستمراره، ولا يمكن تحمّله في ظل غياب الأفق السياسي، والحماية الدولية لشعبنا الفلسطيني، وتنصل سلطات الاحتلال من التزاماتها، والاعتداء على المسجد الأقصى”.
وأضاف عباس: “القيادة بصدد اتخاذ إجراءات لمواجهة هذا التصعيد الإسرائيلي، في ظل عجز المجتمع الدولي عن إرغام إسرائيل على الامتثال لقرارات الشرعية الدولية، وفي ظل الصمت الأمريكي”.
وتصاعدت حدة التوتر في الأراضي الفلسطينية، عقب تنظيم عشرات آلاف المستوطنين مسيرة الأعلام بالقدس، وسبق ذلك اقتحام مئات المستوطنين للمسجد الأقصى، وهو ما أدى إلى اندلاع مواجهات أسفرت عن إصابة عشرات الفلسطينيين واعتقال آخرين.