مهمة تقع على عاتق الوالدين.. الحجر المنزلي يساعد الآباء على اكتشاف مواهب الأبناء

مهمة تقع على عاتق الوالدين.. الحجر المنزلي يساعد الآباء على اكتشاف مواهب الأبناء

يسعى الآباء لكسر روتين الحجر المنزلي بتنمية مهارات أبنائهم وكشف مواهبهم بغرض تطويرها. وقد ساهم الحجر الصحي الشامل في أن تتعرف بعض الأسر على طاقات كامنة في أبنائها ما كانت لتعرفها بسبب انشغالاتها خلال الأيام العادية، فسعت لاستغلالها بغاية تطويرها.

مثلت فترة الحجر المنزلي لبعض الأسر فرصة للتعرف على مهارات أبنائها، بغاية صقلها وتطويرها واكتشاف مواهبهم وتنمية طاقاتهم  واستغلالها في أشياء مفيدة وممتعة، تجنبهم القلق والتوتر الناتجين عن الأزمة التي خلفها انتشار فيروس كورونا.

ويؤكد علماء النفس أن نسبة الأطفال الموهوبين تصل إلى 90 بالمئة في صفوف الصغار الذين تتراوح أعمارهم بين السنة والخمس سنوات، غير أن هذه النسبة يمكن أن تنحدر إلى 2 في المئة بمجرد بلوغ الطفل السنة الثامنة، لأن الأطفال يمرون بمراحل نمو سيكولوجية متغيرة وليست ثابتة.

 

صفحات فايسبوكية لنشر المواهب

وحتى يشارك الأطفال مواهبهم خلال فترة الحجر الصحي، خصصت بعض الأسر صفحات على موقع التواصل الاجتماعي فايسبوك ليتعارف من خلالها الأطفال ويتقاسموا مواهبهم المشتركة. ومن هذه الصفحات صفحة “معا لمشاركة مواهب أطفالنا خلال الحجر الصحي” التي قام من خلالها أطفال من بعض الدول العربية بتنزيل فيديوهات لأكلات صحية أعدوها هم بأنفسهم، و رسومات لأطفال من مختلف الأعمار، وقد دعت بعض الأمهات الأسر إلى مشاركة مواهب أبنائها سواء في الغناء أو الرقص أو الشعر أو الرسم حتى يتعرف الأطفال على مواهب بعضهم.

 

مهمة الآباء

تقع مهمة اكتشاف مواهب الطفل المبكرة على بيئته المُباشرة، التي تمثل والديه وأسرته بالدرجة الأولى، لأن النسبة العظمى لمواهب الطفل تبرز في السنوات الأولى من عمره، مما يجعل المسؤولية الأسرية في اكتشاف مواهبه وتنميتها واستثمارها استثمارا سليما أمرا عظيما ومهما، الأمر الذي يتطلبُ استحضار الإرادة والوعي وتعزيز المراقبة والتبصُر النافذ، لاكتشاف ما يتمتع به الطفل أو ما يتسِم به من سمات الموهبة والابتكار والتميز في أي من المجالاتِ التي يتفرد بها، أو يحتمل أن يكون موهوبا فيها.

تكمن مساعدة الآباء، في محاولة التعرُف على ميول الطِفل ورغباته، بمُراقبة سلوكاته واهتماماته والأمور التي تجذب انتباهه وتركيزه، والتي تستدعي تواصله وتفاعله وتبرز نقاط قوته، ثم التركيز على ما يُظهره الطِفل في جوانب شخصيته من مجاميع الميولِ والاهتماماتِ، عِوضا عن رغباتِ الأهل وخُططهم لِمستقبله، وما سيكونُ عليهِ توجُهه الأكاديمي والمهني.

نصائح المختصين لتنمية الموهبة

ـ اللقب الإيجابي: يتمثل ذلك بوصفِ الطِفل بما يحبُه من صفات، وتخصيصه بلقب مميز يدعم تطوره وبناءه التكويني بما يتماشى مع ميوله، ويعزِزُ مواهبه وقدراته ويُنمِي عنده دوافع التميُز والابتِكار.

ـ التقييم القائم على الأعمال الرُوتينية: يتمثلُ هذا الأسلوب في الكشفِ عن مواهبِ الأطفال وإمكاناتهم، بطريقةِ المُتابعة المُعتمدة على مراقبة الأنشطة اليومية والممارساتِ السُلوكية المُعتادة في بيئة الطفل؛ حيث يُمكن من خلال هذه الطريقة معرفة خصائص الطفل ومُتطلباته، وفُرص التعلُم المبنيةِ على نشاطاتِه وتفاعلاتِه مع بيئته.

ـ اكتشاف المواهب من خلال اللعب: تُستخدم طريقة اللعب في اكتشاف مواهب الأطفالِ، من خلال تقييم قدراتهم في مجالات مختلفة مثل: التواصل وحل المشكلات والقيادة والطلاقة الفكرية، والابتكار والتمثيل وقياس المهارات العقلية العليا.

ـ مُجالسة الأطفال أطول فترة مُمكنة: لأن مشاركة الأطفالِ أفكارهم وحواراتهم وقضاء أوقات طويلة معهم، يساعد على تكوين حس تواصلي ينتج عن كثرة المُحادثات التي يجريها الطِفل في الفترة التي يقضيها مع والديهِ وأسرته، وهو ما يُسهم في تطوير المهارات اللغوية للطِفلِ ويُنمي قنواته التواصلية.

ـ حث الأطفالِ على القراءةِ والتعلم: تساعد القراءة في مرحلةِ الطفولة، على تنمية إدراك الطفلِ وتوسيع مداركه واستثارة فضوله على التعلُم، مما يترتبُ عليهِ إنضاج مواهبه، وتفجير مكامنِ قدراتِه، والكشف عن خصائصِهِ ومميزاته.

ـ اختبارات العقل والموهبة: يُمكن اعتبار اختبارات الذكاءِ والتفوُق والموهبة كأحد أهمِ طرق الكشفِ عن الأطفال الموهوبين؛ حيث تخضع هذه الاختبارات عادة لمعايير علميةٍ تجعل نتائجها مُحدِدات موثوقة، يُمكن من خلالها التأكد من دقة النتائج ومصداقيتها، ومن الاختبارات المُستخدمة في الكشف عن المواهب: اختبارات الذكاء الجمعية، اختبارات الذكاء الفردية، الاختبارات التحصيلية، تقييم المعلم ومُلاحظته داخل الغرفة الصفية.

 

صفات وخصائص الطفل الموهوب

قد تقود بعض الصفات والخصائص التي يتميز بها الطفل الموهوب على الأطفال العاديين، إلى الكشف عن مواهبِه وقدراته بيسر وسهولة؛ إذ تظهر على الموهوب علاماتٌ تُفرِده في أحد المجالات أو تُبرز اختلافه فيها، ومن هذه الخصائص: *الخصائص الجسمية: تُظهر الدراسات تفوق الأطفال الموهوبين في صحتهم البدنية وبُنيتهم على الأطفال العاديين، وقد يُعزى ذلك إلى إدراكِ هؤلاء الأطفال للفروقات السلبية والإيجابية التي تجعلهم أكثر وعيا في مجال الرقابة الصحية الذاتية.

*الخصائص العقلية: يتمتع الطفل الموهوب بمزايا عقلية تُميزه عن العاديين؛ إذ يستطيع الموهوب تحمل الضغوط والأعباء والأخطاء نتيجة لمرونة تفكيره، وامتلاكه مخزونا مُناسبا من الحلول لجميع المشكلات التي تُواجهه، كما أنه يمتلك مخزونا لفظيا يتناسب مع حاجاته في إثارةِ موضوع مُعين أو التعبير عنه.

*الخصائص الانفعالية؛ يُظهر الموهوبون توافُقا انفعاليا أكثر استقرارا من العاديين؛ إذ تبدو سلوكاتهم مندمجة مع شخصياتهم بعيدة عن العصبية والتعقيد، مُنفتحة أكثر على الفردية التي تُلبي احتياجاتهم، نظرا لعدم قناعتهم بوجود البديل الذي يُشبع فضولهم المعرفي والسلوكي.

لمياء. ب