مهرجان قرطاج الدولي.. “لاباس” و”قناوة ديفيزيون” تشعلان المسرح الأثري الروماني

مهرجان قرطاج الدولي.. “لاباس” و”قناوة ديفيزيون” تشعلان المسرح الأثري الروماني

أشعلت الفرقتان الموسيقيتان الجزائريتان “لاباس” و”قناوة ديفيزيون” المسرح الأثري بقرطاج، حيث جلبتا جمهورا كبيرا بمناسبة فعاليات مهرجان قرطاج الدولي.

كانت الإطلالة الأولى على خشبة المسرح مع الفنان ناجم بويزول ومجموعته “لاباس” التي أسسها سنة 2004 في مقاطعة مونريال الكندية. وهذا الفنان الذي يعرّف نفسه بأنه فنان شارع، بهويته الموسيقية الحية والحرة، بدا متشبعا بجذوره الجزائرية وبرحلاته الواسعة، واستطاع أن يبتكر لمجموعته الموسيقية مسارًا فريدًا يتجاوز الحدود المعهودة للموسيقى المغاربية، من خلال أنماط موسيقية منفتحة على العالم، استوحاها من الثقافة الإفريقية ومن نمط الحياة عند الغجر، فارتفع صوته عاليا مغنيا بعدة لغات منها اللهجة الجزائرية والعربية والإسبانية والفرنسية.

واشتهرت هذه المجموعة بأغنية “يمّا”، وهو الاسم نفسه الذي تم إطلاقه على الألبوم الرابع لمجموعة «لاباس». وتتغنى المجموعة بالوطن الجزائر وبالأم التي تعبت كثيرا من أجل أبنائها ومستقبلهم. وتمتزج في هذه الأغنية الموسيقى الشعبية الجزائرية مع أصوات الماندول والبانجو، التي أراد من خلالها ناجم بويزول تكريم جميع الأمهات حول العالم لا في الجزائر فحسب.

وأدّى بويزول باقة من أشهر أغانيه على غرار “dance me” و”مريومة” و”يا بابور اللوح” و”يا دنيا” و”سلام” وغيرها من الأغاني التي اهتزت على إيقاعاتها مدرجات المسرح الروماني بقرطاج.

وروى ناجم بويزول بتأثر شديد، في الندوة الصحفية التي تلت العرض، أن والدته كان لها الفضل الكبير في شهرته واقتحامه عالم الغناء، لذلك كان ألبومه الرابع “يما” الذي أطلقه منذ نحو سنة، تكريما لها وهي التي تعبت كثيرا من أجله وإخوته حتى يبلغوا مراتب أسمى في الحياة.

وعبّر عن سعادته بالصعود على خشبة مسرح قرطاج، قائلا “كنت في صغري أسمع أصداء جيدة عن مهرجان قرطاج وأنا سعيد لكوني اعتليت خشبته”. وأضاف “أهدي هذا التكريم الذي حظيت به من المهرجان إلى والدتي التي لطالما كانت تتمنى حضور سهراتي”.

وعن الموسيقى التي تبعث بها مجموعة “لاباس”، أفاد بويزول بأن موسيقاه تعبّر عن الهوية الإفريقية، كما تعبر عن نمط الحياة الغجرية التي تلهمه كثيرا في كتابة الأغاني وتأليفها.

وعادت مجموعة «قناوة ديفيزيون» إلى مسرح قرطاج بآلاتها المغاربية والإفريقية الفريدة وأغانيها التي تدافع عن الحرية والحب والسلام. مجموعة تحمل رسائل قوية وطاقة موسيقية كبيرة تأخذ جمهورها في أجواء استثنائية من خلال أغان من الثقافة الأمازيغية بثلاث لغات هي العربية والفرنسية والإنجليزية وتمتزج فيها الأصوات الغنائية بآلات الموسيقى الإلكترونية.

وصدح أمازيغ كاتب، مؤسس هذه المجموعة سنة 1992، بأغاني “سلام عليكم” التي استهل بها حفلته و”يا لايمي” و”ماليكا” و”روينا” التي أطلقها أثناء جائحة كورونا و”صابرينا” و”نروحو لجمايكا”.

وتحدّث أمازيغ كاتب، في لقائه مع الصحافيين مباشرة بعد العرض، عن ظروف تأسيس “قناوة ديفيزيون”، قائلا إنها ولدت من رحم البطالة. وأضاف “نعم لقد كنا عاطلين عن العمل لكن كان يجمعنا أيضا حبنا للموسيقى”.

ويروي أنه هاجر إلى فرنسا سنة 1988 وشعر بمرارة الغربة عن وطنه، فجاءت “قناوة ديفيزيون” سنة 1992 كتعبير عن حياة المغتربين عن الأوطان وهي التي لطالما عبّرت عن معاناة الأفارقة الذين يُساقون بالسلاسل إلى العبودية.

ويعتبر أمازيغ كاتب مجموعته بمثابة البلد الصغير الذي يجتمع فيه أفرادها لعزف إيقاعات القناوة والريغي والشعبي الجزائري.

أما بخصوص الهوية الموسيقية لهذه المجموعة، فقد أفاد بأن “قناوة ديفيزيون” هي مزيج من الأنماط الموسيقية التي تعبر عن الغربة وتطرح أيضا مواضيع ذات علاقة بالسياسة والمجتمع والحب والسلام والإنسان في مفهومه الكوني.

ب-ص