مهرجان عشيات طقوس المسرحية:”حفل اعتزال” تبهر الجمهور الأردني

elmaouid

أبهرت مسرحية “حفل اعتزال” لجمعية السكاملة للمسرح ببوسماعيل بولاية تيبازة الجمهور الأردني الذي تفاعل تفاعلا كليا مع مشاهد العرض، وانسجم تماما مع الموضوع وصفق طويلا لأداء الممثلين الجزائريين.

العرض هذا يقدم لأول مرة خارج التراب الوطني في إطار مهرجان “عشيات طقوس  المسرحية” في دورته العاشرة بالعاصمة الأردنية عمان، وقد تم تقديمه خارج العلبة الإيطاليّة (الشارع) وفي قالب هزلي سلطت الأضواء على يوميات الانسان الجزائري في حفل اعتزال تتنافى فيه القيم وتروي حماقات الشعبي، حيث دارت الأحداث في إحدى ورشات البناء في الجزائر، فعاطف كمدير لها يحتفل وعماله بمناسبة مرور 15 سنة من الإنجازات، فينقلب الأمر لعرس بزيارة المرأة المخطئة في العنوان وزيارة زوجته التي تعرف بكثرة حديثها وبثرثرتها، فتتعقد الأمور في قالب كوميدي سادته السخرية.

“حفل اعتزال” عن الكاتب الروسي انطون تشيخوف اقتباس وإخراج المخرج المسرحي  خالد بلحاج بمساعدة قاصدي مهدي وأداء كل من هذا الأخير في دور عاطف وفي دور  خوجة عصام بوعمامة، أما دور دنيا فقد قامت به صارة حياصي، في حين عاد دور  الحاجة خيرة إلى الشابة شيراز بن زريقة ودور الموسيقي وليد الطويل وفي  المراقبة العامة أمين حبوشي.

وفي تصريح له، لم يخف المخرج الأردني أسامة المصري اعجابه “بالأداء الجيد  للممثلين الجزائريين على الرغم من صغر سنهم” قائلا بأن الإعداد للنص المسرحي كان رائعا وكذا الإخراج المسرحي.

وقدم المخرج الأردني بالمناسبة الشكر للجزائر على تقديمها لمسرح هادف ونوعي  يراعي مقومات الأمة العربية والتطور في آن واحد، لافتا إلى أن هذا العرض  “توفرت فيه الجمالية والحضور والمتعة والفرجة”.

أما الممثلة التونسية منال عبد القوي فقد عبرت عن اندهاشها لأداء الممثلين  الجزائريين الذين أبدعوا – كما قالت- طيلة العرض، وأظهروا انسجاما منقطع  النظير فيما بينهم، مشيرة إلى أن المسرحية الجزائرية “لا يمكن منافستها في

هذا المهرجان”.

وقالت نجمة بوعلاي وهي ممثلة بحرينية من جهتها إن العرض المسرحي الجزائري  كان “جميلا جدا ومتكاملا من حيث الأداء والموسيقى والمعاني”، مؤكدة أنها  استمتعت كثيرا بكل مشاهد المسرحية ولم تشعر أبدا بغربة اللهجة فيها.

واعتبر قاصدي مهدي وهو رئيس جمعية السكاملة المسرحية أن نجاح المسرحية في هذا المهرجان يعكس نجاح المسرح الجزائري، مشيرا إلى أن هدف فرقته تحقق من  خلال جلب اهتمام الجمهور الأردني وكسب اعجابه.

وبخصوص مشاريع الجمعية على المدى القريب، كشف رئيس الجمعية عن التحضير لعمل مسرحي جديد على شاكلة الكوميديا السوداء بعيدا عن الدراما، مؤكدا بأن أعضاء الفرقة وفور عودتهم إلى الجزائر سينكبون على اختيار موضوع المسرحية من بين عدد من النصوص التي تساير في مجملها اهتمام الشارع الجزائري وتطلعات الشباب الجزائري.

وتعد جمعية السكاملة للمسرح ببواسماعيل من أهم الجمعيات الناشطة في مجال  الفن الرابع، واستطاعت أن تفرص نفسها وتصنع اسما لها في الساحة الفنية  المحلية وفي ظرف قصير، حيث تأسست شهر أكتوبر من سنة 2014 ويشارك في  فعاليات الطبعة العاشرة لمسرح عشيات طقوس الذي يجسد المسرح التجريبي العربي، إلى جانب البلد المنظم الأردن والجزائر كل من تونس وليبيا والإمارات العربية المتحدة والسودان ومصر والسعودية والبحرين.