مهرجان دوز العربي… “ريق الشيطان” و”اختناق” ترسمان لوحتين للإبداع الجزائري

elmaouid

تابع الجمهور التونسي، الجمعة، في اليوم الثاني من مهرجان دوز العربي عرضين الأول بعنوان “اختناق” تأليف وإخراج شادي العيد للجمعية الثقافية للفنون الدرامية أدرار والثاني “ريق الشيطان” للجمعية المسرحية لتمنراست.

وتدور “اختناق” حول الصحفي والضمير المهني وطابوهات أخرى، حيث تعمق المخرج في المجتمع العربي وانعكاس الإعلام على الوضع الأسري والإحتماعي والاقتصادي أين تصطدم الحقيقة بالتزييف. ومن هنا يبدأ الصراع مع الذات وهو ما جسده المخرج في دور رئيسي وهو الأب الصحفي ورغم قوة التواجد لديه، إلا أن ذلك لم يسمح له بتعرية الحقائق. كل ذلك جرّ الابن وهو اكتشاف المبدع عبد الكريم شرف الدين الذي قدم الكثير على الركح لإيصال الرسالة رغم أن هذا أول حضور له أمام الجمهور، إلا أنه جسد الشخصية وجسد الدور بنجاح كبير، إلى جانب ذلك شاركت كل من سرقمة مبروكة وبوزياني محمد في أدوار مختلفة أعطت إضافة للنص وجمالية خاصة ساعدت على تقديم عرض متكامل.

كما تمتع الجمهور التونسي بعرض جزائري آخر تحت عنوان “ريق الشيطان” للمخرج عبد القادر عزوز وبطولة الممثلة المتألقة وهيبة باعلي.

نص المسرحية غاص في عمق الصحراء التارقية، حيث يكتشف المتفرج مباشرة طقوس المنطقة من بخور واكسسوارات والرمل الذي أعطى إضافة جمالية خاصة للسينوغرافيا، إلى جانب نجاح الممثلة في أداء الدور بامتياز، إلا أن الآلام والآهات التي كانت تعيشها الشخصية الرئيسية في المونودرام غيرت من بعض المشاهد خاصة أن المسرحية التي كتبها كاتب عراقي تروي قصة امرأة يظلمها الأهل من خلال تورطها في الخطيئة، إلا أنها في ليلة الدخلة الوهمية تثبت أنها بريئة وشرفها لم يدنس، وهي اللوحة التي تفاعل معها الجمهور التونسي وتتبعها مشاهد عن غياب الأب وموته، حيث تبقى الأحزان تلازمها حتى آخر مشهد بعد أن تحرق كل أشيائها لتودع الماضي لكن لا تستطيع.

 

ورشات مفتوحة على التمثيل والإرتجال والإخراج

من جهة أخرى، تم فتح ثلاث ورشات لتكوين المتربصين في التمثيل والإرتجال والرقص الكوريغرافي مع المخرج المسرحي والممثل الكبير منير العرقي و الفنانة نسرين الشعبوني والممثل المعروف عاطف.

واستفاد “الطلبة” من حركات التنفس على الركح وكيفية استغلال الفضاء بالإضافة إلى التدرب على التعبير الباطني وكيفية تجسيده على الخشبة، كما ركز المدربون على الإرتجال وكيفية صناعة ممثل يستغل جسده وكل ما يملك لتقديم عرض مميز للجمهور مع استغلال كل أحاسيسه والصدق لخلق حركية وتناسق.

وحسب الأستاذ منير، فإن الشخصية المسرحية هي أساس المسرح في حد ذاته، مذكرا بأن مثل هذه الورشات تساعد على اكتشاف المواهب الشابة ومساعدتها للإبداع الفني والنجاح على الخشبة لأن المسرح بدون ممثل لا قيمة له، وهو ما أجمع عليه مدربو الورشة التي حضرها عدد كبير من الشبان والهواة، كما قدمت كذلك ورشة فن تربصات العرائس، وقد عمل كل من المركز الوطني لفن العرائس بتونس ومدينة الثقافة على إنجاح هذه التربصات.