المهرجانات الثقافية والفنية في الجزائر… ميهوبي يتطلع لاستفتاء الجماهير في اختيار نجومهم
مع تراجع مداخيل النفط ومحدودية تنوع الاقتصاد ومرور الجزائر بأزمة مالية، لجأت الحكومة إلى الإعلان عن سياسة التقشف وترشيد النفقات في شتى المجالات بما فيها القطاع الثقافي، وهو ما صرح به وزير القطاع عز الدين ميهوبي الذي قرر تقليص عدد المهرجانات الثقافية والفنية من 176 مهرجانا إلى 83 مهرجانا فقط ابتداء من عام 2016.
حورية/ق
وأعلن الوزير أنه سيعمل على تقليص النفقات والميزانية المخصصة للمهرجانات التي أبقى عليها ضمن الأجندة. وخلال عام 2017 ومن أجل الحفاظ على التوازنات المالية، قلصت بنسبة كبيرة ميزانية كل المهرجانات بما فيها المهرجانات الكبيرة التي تستضيف أسماء فنية من الأجانب والعرب كمهرجاني تيمقاد الدولي وجميلة العربي والمهرجان الدولي للفيلم العربي بوهران.
لكن رغم ذلك ظل مهرجان وهران محتفظا بتوهجه بدليل اجماع نجوم الطبعة العاشرة على نجاح الموعد على كافة الأصعدة.
غاب نجوم الغناء المعروفون عن مهرجان تيمقاد الدولي في طبعته الـ39 لهذا العام، فباستثناء حضور محتشم للشابين خالد ومامي والفنان اللبناني عاصي الحلاني، فإن الأسماء المدعوة كلها مغمورة، الأمر الذي
انعكس سلبا على حضور الجماهير.
وقد أرجع المدير العام للديوان الوطني للثقافة والإعلام بصفته محافظا لمهرجان تيمقاد الدولي لخضر بن تركي فشل طبعة هذا العام للصحافة التي تحدثت بسلبية كبيرة عن الطبعة، إلى جانب رفض رجال المال والأعمال بولاية باتنة المساهمة في تمويل الحدث.
وقال بن تركي إن محافظة المهرجان أرسلت أكثر من 50 طلبا في هذا الشأن لرجال أعمال معروفين، لكن لا أحد من هؤلاء رد على الطلب. وأضاف “في غياب التمويل لا يستطيع المهرجان استقطاب الأسماء الفنية الثقيلة”، ومن غير الممكن، يقول بن تركي، أن نركز على الأسماء الفنية المحلية باعتبار المهرجان دوليا.
مهرجان جميلة العربي… نفس الأسماء تعود
كما يعرف مهرجان جميلة العربي منذ أكثر من ثلاث سنوات استضافة نفس الأسماء الفنية التي تتداول على مسرح جميلة الأثري.
ويبدو أن وزير الثقافة عز الدين ميهوبي غير راض على الضيوف، وهو ما ظهر واضحا من خلال تصريحه للصحافة عقب افتتاح طبعة هذا العام قائلا:”من الممكن جدا أن نلجأ في المستقبل إلى استشارة الجمهور في الأسماء الفنية الراغب في رؤيتها خلال جميع التظاهرات الثقافية والفنية التي تقام على أرضنا، لأن هذه الأخيرة تنظم من أجل الجمهور ولإرضاء مختلف أذواقه بدل العشوائية في استضافة أسماء لا تتمتع بشعبية طاغية”.
كلام الوزير سليم وفي محله، لكن من الضروري أيضا تغيير السياسة التي تدار بها هذه المهرجانات بتغيير المحافظين الذين عمروا طويلا على رأسها (المهرجانات)، وهذا ما جعلها تعرف الفشل والملل لأنها تسير بنفس العقلية ولم تتماش والعصر الحالي.
مهرجان وهران… الاستثناء
يبدو أن القائمين على تنظيم مهرجان وهران للفيلم العربي بذلوا جهدا معتبرا في تحضير الدورة العاشرة رغم تقليص ميزانيتها بنسبة كبيرة مقارنة بميزانية الطبعة السابقة.
وقال محافظ هذه التظاهرة السينمائية إبراهيم صديقي بأن محطة هذا العام أردناها أن تكون أكثر اشعاعا بإلقاء الضوء على ماضي هذا المهرجان وما قدمه للسينما وروادها طيلة عشر سنوات من الوجود.
وأضاف: “أردنا أن تكون هذه الطبعة للتكريم والتقييم والتقويم، حيث تم تكريم وجوه سنيمائية رحلت عنا وأخرى ما زالت على قيد الحياة، إلى جانب عرض أفلام حديثة الانجاز وذات جودة عالية من الناحية التقنية والمواضيع المطروحة، وأصبح هذا المهرجان من المواعيد السنيمائية المهمة التي تنظمها الجزائر وهو بمثابة تسويق لمدينة وهران سياحيا ونتطلع لمستقبل أفضل لهذا المهرجان.
ويبدو أن سياسة التقشف التي طالت هذا المهرجان وتقليص ميزانية الطبعة العاشرة لم تؤثر على مستوى الأفلام المقترحة داخل وخارج المنافسة وأيضا الضيوف الحاضرين من مختلف الدول العربية والأجنبية، وهذا يرجع إلى إرادة القائمين على المهرجان على اعطاء صورة جميلة عن المهرجانات الجزائرية الثقافية والرفع من مستوى التنظيم لمثل هذه التظاهرات للترويج لبلادنا ثقافيا وسياحيا.