مهرجان الموسيقى والرقص “ديوان”.. فرصة لتألق فرق ومواهب شابة

مهرجان الموسيقى والرقص “ديوان”.. فرصة لتألق فرق ومواهب شابة

يشكل المهرجان الـ 13 للموسيقى والرقص “ديوان” بعين الصفراء (النعامة) فرصة لبروز وتألق مواهب شابة أظهرت تحكما كبيرا في هذا الفن الشعبي المتوارث، حسب ما أجمع عليه عدد من المشاركين.

وأبدت عدة فرق مشاركة في التظاهرة طموحا لافتكاك إحدى المراتب الثلاثة الأولى في هذه الطبعة التي تشرف على تقييمها لجنة تحكيم تتشكل من فنانين مختصين من بينهم مختار شومان وسلسبيل بغدادي والعربي بن عيسى.

والجدير بالملاحظة أن غالبية أعضاء هذه الفرق من جيل الشباب يتقنون العزف الموسيقي والرقص وأداء أغاني قديمة من تراث الديوان وأخرى نادرة ومنها “سلامو” التي تدعو إلى السلام في العالم و”سيدنا بلال” و”بودربالة” و”مولاي إبراهيم” و”مقزاوة” و”الداوي” و”رسول الله” التي مزجت بين الثقافات الإفريقية العربية الإسلامية والأمازيغية.

وتسعى هذه الفرق ومنها الفرقة الفولكلورية “سيدي بلال” من معسكر إلى الحفاظ على تقليد موسيقى الديوان وديمومتها كعنصر هام من الثقافة الوطنية، كما أوضح رئيسها بلعربي بن عمر، مشيرا إلى أن موسيقى الديوان تحظى باهتمام كبير وعرفت انتشارا واسعا في أوساط الشباب وهواة الموسيقى الشعبية.

وصرح قهواجي محمد “معلم” ورئيس فرقة “أحباب قهواجي عمار” من تلمسان من جهته “نحاول الحفاظ على موسيقى الديوان وفاء للقدماء الذين نقلوا إلينا هذه التعابير الموسيقية شفهيا ونحن بدورنا ننقلها إلى الجيل الصاعد باعتبارها موسيقى متجذرة في الثقافة الجزائرية تحتاج لتدوين نصوصها مع ترك المجال مفتوحا للإبداع الفني في هذا المجال”.

ويرى بن ويس عبدو عضو فرقة “السد الصغيرة” للديوان بأن الفرق الشابة التي نشأت في السنوات الأخيرة في فن الديوان تعكس الحركية الحقيقية التي رافقتها إبداعات موسيقية جديدة لفنانين شباب اقتحموا هذا المجال الموسيقي وحافظوا على الأغاني المتوارثة واستعمال الآلات الموسيقية الأصيلة على غرار القمبري والطبل والقرقابو.

واسترسل ذات الفنان الشاب “أغاني الديوان ينقلها المعلمون إلى تلاميذهم عبر الأجيال منذ قرون ولهذا الغرض نجحت في البقاء”، مؤكدا بأن الحفاظ على هذا اللون الموسيقي مرتبط بصناعة آلاته وأزياء عروضه وباللهجات الإفريقية على غرار البامبارا أو الهاوسة لبلدان الساحل التي لا زالت مستخدمة في الغناء والحفلات.

ويهدف مهرجان الديوان الذي يتواصل إلى غاية اليوم الخميس، بملعب “عرفواي محمد” بعين الصفراء إلى تسليط الضوء على التنوع والثراء الثقافي الذي تتميز به مناطق الوطن وتعريف الجمهور على الرقص الشعبي التقليدي والمهارات التي يتمتع بها المبدعون الشباب فيه.

وتتميز هذه التظاهرة الفنية أيضا بتنشيط محاضرات تتناول مواضيع ذات صلة بهذا الفن العريق وكذا تنظيم معارض للآلات الموسيقية المستعملة في الديوان وغيرها من أنواع الموسيقى التقليدية.

وتشير مصادر تاريخية إلى أن الديوان ظهر منذ القرن 17 في إطار جمعيات دينية أسسها موسيقيون من عازفين على آلة القمبري وهي آلة موسيقية ذات أوتار فريدة من نوعها.

ب/ص