يحتضن “مركز الدراسات الأندلسية” بمدينة تلمسان من التاسع عشر من نوفمبر الجاري حتى الرابع والعشرين منه، فعاليات الدورة الثانية عشرة من “المهرجان الدولي للمنمنمات وفنون الزخرفة” بمشاركة فنانين وأكاديميين من الجزائر وخارجها.
وقالت مديرة المهرجان، سامية قادرين، في مؤتمر صحافي بالجزائر العاصمة، إنّ الدورة التي تحمل شعار “جسور ذهبية”، تهدف إلى “التعريف بأبرز التجارب الرائدة والمدارس الفنّية في العالم الإسلامي في مجال الزخرفة والمنمنمات، ومن بينها المدرسة الجزائرية”.
ويحضر في الدورة الجديدة فنّانون وأكاديميّون من الجزائر، وعُمان، وتركيا، وباكستان، وإيران، وأفغانستان، والهند، وأوزبكستان وأندونيسيا.
إلى جانب معرض تشكيلي، يتضمّن برنامج المهرجان ندوةً علمية بعنوان “مدارس الفن الإسلامي”، تُقام بالتزامن مع “اليوم العالمي للفنّ الإسلامي” (18 نوفمبر من كلّ عام). ومن المحاور التي يتناولها المشاركون: “الزخرفة العثمانية نهاية القرن السادس عشر”، و”تطوُّر مدارس المنمنمات في العالم الإسلامي”، و”تطوُّر فنّ الزخرفة”، و”المدرسة الجزائرية للمنمنمات من خلال الأخوين عمر ومحمد راسم”.
وتُقام، أيضاً، سلسلة من الدورات التدريبية حول “تقنيات وخصوصيات المدارس الفّنية الإسلامية وتأثيراتها في الفن المعاصر”، لفائدة طلبة مدارس الفنون الجميلة في مدن تلمسان وعنّابة وعزازقة (تيزي وزّو)، إضافةً إلى ورشات موجّهة للأطفال والفنّانين الشباب. كما يُعلَن، في ختام المهرجان، عن جوائز “المسابقة الدولية في فنّ المنمنمات والزخرفة” التي أُطلقت في سبتمبر الماضي.
من جهة أخرى، تستعيد التظاهرة التشكيليَّ الجزائري البارز بشير يلّس (1921 – 2022)، الذي غادر عالمنا في أوت الماضي، “تكريماً لمساره الفنّي الطويل الذي كرّسه لخدمة الفنّ والثقافة والتراث في الجزائر”.
وبرز يلّس، الذي وُلد في تلمسان، في مجال العمارة والفنون التشكيلية، وخصوصاً فنّ المنمنمات، حيث أنجز، منذ نهاية الستّينيات، سلسلةً من الطوابع البريدية والجداريات التي استلهم فيها عناصر من التراث الجزائري، كما شارك في تصميم مباني مؤسّساتٍ في عدّة مدن جزائرية، إلى جانب تولّيه إدارة “مدرسة الفنون الجميلة” في الجزائر العاصمة (1962 – 1982) ومشاركته في تأسيس “الاتحاد الوطني للفنون التشكيلية” عام 1964.
ب-ص