مهرجان المسرح العربي في العراق.. أمسية ثقافية عن فلسطين

مهرجان المسرح العربي في العراق.. أمسية ثقافية عن فلسطين

اكتشف جمهور الفن الرابع العراقي مسرحية “ثورة” الجزائرية التي تم عرضها في اليوم الأول من المهرجان العربي للمسرح، المقام في العاصمة بغداد، على خشبة مسرح “الرشيد”.

العرض الذي دام أكثر من ساعة، حمل لوحات مشهدية بجماليات سينوغرافية، عززت البناء الدرامي للمسرحية، وعادت قصة العمل إلى فكرة الثورة كحل للانعتاق من المحتل، مهما كان شكله، وقد تضمنت رموزا للمحتل الفرنسي الذي أحكم قبضته على الشعب الجزائري، لسنوات طوال.

وتروي المسرحية قصة ثلاثة شباب ثوار، دون تحديد زمن تاريخي معين، يحاولون التحرر من المستعمر، هؤلاء الثلاثة يمثلون نماذج لمناضلين، قد يكونون ضمن أي ثورة في العالم، الأول مناضل حقيقي ينتظر حتفه، لأنه يعرف أن مصيره الموت، أما الثاني فهو انتهازي، وبالنسبة للثالث، فهو يطالب بجزء من السلطة لغنيمة بعد نهاية الثورة.

وتظهر شخصية رابعة، مهادنة تتصف بالخذلان، والذي يقف تارة مع الثوار مهونا لهم الوضع، ثم تارة ثانية نجده عميلا مجرما، وفي العرض أيضا شخصيتان أخريان تشكلان طرفي الصراع، هما “ماريان” التي حملت دلالة المحتل، بينما كانت “نجمة” مثال الوطن، ينتظر أبناءه ليحرروه وشخصية أخرى، مثلت دور الشعب، أداها الممثل البارع عبد الله جلاب، سواء في المعاناة أو المقاومة، سرعان ما يقوم بطرد “ماريان” المحتل من الباب الكبير.

وعلى هامش هدا العرض حملت أمسية ثقافية خصصها مهرجان المسرح العربي المقام حاليا في بغداد عنوان «المسرح والمقاومة الثقافية» وتناولت المسرح الفلسطيني.

وشارك فيها فنانون مسرحيون من فلسطين يمثلون فرقا مختلفة مثل «فرقة المسرح الشعبي في رام الله، ومسرح سنابل في القدس، ومسرح نعم في الخليل، ومسرح الحرية في جنين”.

وحضر من الفنانين الفلسطينيين: غنام غنام، إيهاب زاهدة، فتحي عبد الرحمن، أحمد أبو سلعوم، حسين نخلة، أحمد طوباسي، ياسمين شلالدة، وبحضور الكاتب المسرحي إسماعيل عبد الله، الأمين العام للهيئة العربية للمسرح.

وقد أدار الأمسية د. سليم عجاج، الذي استهل حديثه بقصيدة للشاعر محمود درويش، قائلا: كأن البلاد تلقننا ما نقول، لكن عيد الشعير لنا وأريحا لنا ولنا تقاليدنا في مديح البيوت وتربية القمح والأقحوان، سلاما على أرض كنعان، أرض الغزالة والأرجوان».

وطالب الحضور بالوقوف دقيقة حداد على الشهداء الفلسطينيين.

وتحدث الفنان اللبناني رفيق علي أحمد، عضو مجلس أمناء الهيئة العربية للمسرح عبر كلمة الهيئة العربية للمسرح فقال: إنه تشريف وليس تكليفا أن تنتدبني الهيئة العربية للمسرح للتحدث باسمها، وهي التي تضم أسماء وقامات جديرة بالقول والفعل، ويتضاعف التشريف حين تكون بغداد بكل ما تمثله من ابداع وعراقة وكفاح هي حاضنة هذا اللقاء، وتكون فلسطين العنوان الأبرز لهذه الكلمة، لأن المسرح، خصوصا والفن عموما، لا ينفصلان عن الواقع بأي حال من الأحوال، فكيف إذا كان هذا الواقع مكتوبا بدماء الأبرياء من أطفال ونساء وشيوخ وبعزائم المقاومين، الذين يسطرون تاريخا جديدا على أرض غزة، التي لن يكون ما بعدها، كما كان قبلها.

شارك كذلك في الأمسية الفنان العراقي جواد الشكرجي والفنانة الأردنية مرام أبو الهيجاء، ليتلوا علينا بعضا من أشعار فلسطين بمشاركة الموسيقار الأردني عبد الرازق مطرية، وألقى جواد ومرام أبياتا من أشعار سميح القاسم وتوفيق زياد.

ب\ص