مهرجان القاهرة السينمائي.. “حورية” لمونيا مدور مرشح للفوز بجائزة “آفاق السينما العربية”

مهرجان القاهرة السينمائي.. “حورية” لمونيا مدور مرشح للفوز بجائزة “آفاق السينما العربية”

“قصة النساء ذوات الإرادة القوية في طريقهن نحو المرونة والتحرر، موضوعات تدفعني، سواء في حياتي أو في عملي”، هكذا تتحدث المخرجة الجزائرية الفرنسية مونيا مدور عما يشغلها في موضوعاتها السينمائية التي تقدمها، فهي تنطلق من قضايا المرأة ومشاكلها وما تواجهه من تحديات إلى محاولة رسم صورة عامة للمجتمع الجزائري، وهو ما يتضح جليا وتؤكد عليه في فيلمها “حورية” houria الذي عرض في مهرجان القاهرة السينمائي بمسابقة أفاق السينما العربية وبات مرشحا للفوز بجائزة هذا الموعد بعدما حصل على إشادات كبيرة رغم أن أياً من فريق العمل لم يحضر للمشاركة في الندوة المخصصة للفيلم.

ففي ثاني أفلامها الطويلة، تعود المخرجة مونيا مدور لعالم القهر الذكوري للمرأة في المجتمع الجزائري وتلقي الضوء على البلطجة في عالم حورية راقصة الباليه التي تحلم بالانضمام إلى فرقة الباليه الوطني الجزائري وتعمل نهارا سيدة نظافة وليلا تقوم بالمراهنة لتحقيق الاستقرار المادي ولتواصل مطاردة حلمها إلا أن تعدّي علي عليها في مشاجرة لاسترداد أموال ربحتها منه، يفقدها النطق ويفقدها كذلك حلمها في الاستمرار كراقصة باليه وفي محاولة للتسامي عن تلك الإصابة وعن الأحلام المجهضة، تقرر حورية أن تعلّم السيدات في مركز تأهيل الرقص مستغلة موهبتها.

اللافت أن مونيا مدور اعتمدت في هذا الفيلم بدور البطولة على الممثلة الجزائرية الفرنسية لينا خودري التي كانت استعانت بها أيضا في تجربتها الروائية الأولى “بابيشة” الصادر عام 2019 والفائز بجائزة سيزار أفضل عمل روائي أول، وحصلت من خلاله على جائزة أفضل ممثلة صاعدة.

وأجادت مونيا مدور تجسيد دورها في فيلم “حورية” خصوصا أنه يعتمد بشكل كبير على لغة الجسد والإيماءات وتعبيرات الوجه، لأن شخصيتها تفقد النطق في بداية الفيلم، وتضطر إلى مواجهة مصير لم تكن تتوقعه، وما بين صدمة واقع مؤلم جديد وألم نفسي تشعر به، ثم رغبة في أن تتعايش مع هذا الواقع وتبحث عن أحلام جديدة بدلا من المحطمة الضائعة، تتنقل أحاسيس المشاهد مع شخصية بطلة الفيلم، التي ربما تكون مرشحة لنيل جائزة أفضل ممثلة بالمهرجان.

وما يميز فيلم “حورية” أنه يبدأ بصدمة كبيرة ليتعاطف المشاهد مع البطلة التي لديها أحلام كثيرة، وتواجه مأساة شخصية، لكنها تلتقي بنساء آخريات مررن بمواقف مماثلة وتجد طريقة إبداعية لمتابعة شغفها، في إشارة إلى أن التمسك بالحلم والأمل قادر على مواجهة أي ظروف قد يمر بها الإنسان، وهو ما تؤكد عليه مونيا مدور في أفلامها، فهي رافضة الاستسلام للعقبات، ففي فيلمها الروائي الأول “بابيشا” تحكي عن نجمة جزائرية في فترة التسعينيات، لديها طموح كبير في مجال تصميم الأزياء والموضة، لكن تُصدم بواقع الحرب الأهلية في بلدها، لذا تخرج مع صديقتها لمحاربة الأفكار المرفوضة.

ب/ص

Houria - film 2022 - AlloCiné