يروي فيلم “أور تارو كرا غاف أوزكاو” (لا تكتب أي شيء على قبري) لعمر عمرون الذي تم عرضه، الأحد، بدار الثقافة “مولود معمري” في إطار المنافسة على الزيتونة الذهبية للمهرجان الثقافي الوطني للفيلم الأمازيغي، خطايا روح معذبة لرجل وحيد.
ويكشف هذا الفيلم القصير الذي جاء في 26 دقيقة، الألم العميق الذي يعيشه فرحات، الذي أدى دوره سليمان قريم، والذي احتفل بالخمسين من عمره في الوحدة والكآبة، وهو بطال ولم يؤسس عائلة.
وحاول فرحات عدة مرات وضع حد لحياته من خلال محاولة شنق نفسه أو رمي نفسه من منحدر لكن دون جدوى، علما أن ألمه الداخلي لا يقلق أي شخص في قريته على ما يبدو.
وتظهر المشاهد الخلابة الطبيعية الجميلة لمنطقة بوزغين في منطقة القبائل أين تم تصوير الفيلم، وتبرز هذه المناظر عبر المشاهد التي يظهر فيها فرحات.
ويعد هذا الفيلم القصير الذي كتبه المخرج واقعيا للغاية لهذا الابن الذي يعيش من معاش والدته وغلق مكتب بريد القرية بعد سرقته والحواجز الأمنية المزيفة التي كان ضحيتها مقاولين من المنطقة.
ولا يزال عمر عمرون الذي تحصل في الطبعة السابقة على العلامة الخاصة للجنة التحكيم لفيلمه القصير “ألم للعيش” و “متاهة المشاعر” وفيا لموضوعاته التي تتمحور على استكشاف تعقيدات الروح البشرية، آمالها ويأسها ووحدتها ومخاوفها وآلامها المدفونة، وهو ما يستلهم هذا المخرج السينمائي المنحدر من بوزقن بتيزي وزو، أفلامه القصيرة.
وتصر والدته على تزويجه، ويسأله قروي عن المكان الذي يذهب إليه ويرد فرحات “أنا ذاهب إلى حافة الجرف لأنتحر”، فينفجر القروي ضاحكا ويتابع طريقه وهو يضحك.
وهو مرهق، يلجأ فرحات إلى حانة ليزيد من وحدته بتعاطي الكحول، حيث يقول لزبون يجلس إلى جانبه “عندما أموت لا تكتب أي شيء على قبري” (ومن هنا جاء عنوان الفيلم).
ويفاجئ فرحات حديث يجري بين مجموعة من الشباب الذين كانوا يخططون لنصب حاجز مزيف لمقاول لسرقة أمواله. ويستبق الأحداث ويذهب عند المقاول الذي يعرفه ويشهر له مسدسا ويطلب منه أن يعطيه كل المال الذي يملكه.
غير أن الضحية الذي تعرض للسرقة من قبل لا يحتفظ بالكثير من المال في عمله.
وينتبه الموظفون لفرحات ويبلغون الشرطة التي تقوم بإلقاء القبض عليه.
ق/ث