مهرجان الجزائر الدولي للسينما.. الوحدة وفتور العلاقات الإنسانية إشكاليات تناولتها أفلام قصيرة

مهرجان الجزائر الدولي للسينما.. الوحدة وفتور العلاقات الإنسانية إشكاليات تناولتها أفلام قصيرة

 

تم، مساء الأحد، عرض أربعة أفلام قصيرة في إطار فعاليات الطبعة الـ11 لمهرجان الجزائر الدولي للسينما، تناولت إشكاليات مختلفة على غرار الوحدة وفتور العلاقات الإنسانية، بحضور المخرجين.

واستهل برنامج المنافسة الرسمية في هذه الفئة بقاعة ابن زيدون، بتقديم الفيلم القصير البريطاني من نوع التحريك بعنوان “لا تطعموا الحمام” للمخرج الشاب أنتونان نيكلاس، الذي تدور أحداثه على مدار 9 دقائق في محطة حافلات بائسة على الساعة 2 صباحا، حيث ينتظر مجموعة من المسافرين قدوم آخر حافلة ليلتحقوا بمنازلهم، ورغم الصمت والوحدة والانعزال وانشغال كل واحد منهم، تنجح حركات سرب طيور الحمام الطائرة في كسر ذلك الجمود بين البشر ولفت انتباههم وتبعث الألفة والتناغم بينهم، لتتولد لحظة سحرية جمعت بين الشخوص بحساسية وعاطفة عالية.

ويعكس فيلم “لا تطعموا الحمام” الحائز خلال السنة الجارية على جائزة أفضل فيلم قصير متحرك في مسابقة الأكاديمية البريطانية للفنون والسينما (البافتا)، نضج تجربة المخرج الشاب أنتونان نيكلاس الذي اعتنى بأدق تفاصيل العمل وفق تصور خلاق ينم عن وعي وإبداع وتحكم عال في التقنية.

كما تابع الجمهور العرض الثاني من المنافسة المتمثل في فيلم “بوملة” للمخرج الجزائري يزيد يطو الذي يتطرق في 20 دقيقة إلى الزواج التقليدي، من خلال قصة مع فتاة ترفض زواجا فرضه والدها بدون موافقتها من حارس المدرسة التي تشتغل فيها.

وفي ذات السياق، تم عرض الفيلم القصير “القصر” للمخرجة البريطانية جو بريشار ويروي على مدار 29 دقيقة بعاطفة وحساسية متدفقة، الأجواء الحميمية التي تجمع بين مئات الأشخاص في الطابق الأخير لمركز تجاري (قصر لندن لنادي بينغو) يرجع لفترة الستينيات من القرن الماضي، حيث يتبادل مرتادو هذا الفضاء الخاص بالتسلية الأحاديث والأحلام، ما خلق ألفة بينهم وحميمية بفعل حضورهم يوميا للإستمتاع بوجبات زهيدة الثمن وغيرها من المشروبات بالمجان، لكن خبر غلق هذا المكان ينزل كالصاعقة على مرتاديه بفعل توسع المدينة. واستطاعت مخرجة الفيلم بلمسة عاطفية وواقعية أن ترسم أجواء من التعاطف والحميمية والحنين والمرارة.

وتواصلت المنافسة في هذا الصنف من خلال عرض فيلم “سيعود” للمخرج الجزائري يوسف محساس (39 دقيقة)، وتدور وقائعه خلال العشرية السوداء من خلال قصة صاحب محل حلاقة يستعد لغلق محله نهائيا ويتفاجأ بدخول رجل غريب رفقة ابنه ويطلب منه بإصرار قص شعر الطفل رغم اعتراض الحلاق، يخرج الأب وبعد لحظات يسمع صوت انفجار عنيف. تطول مدة الانتظار ولا يعود الأب، إلا أن الطفل يصر يوميا على الذهاب للمحل، ويبقى ينتظر عودة والده…

ب/ص