تحضر الجزائر بقوة في الدورة 74 لمهرجان البندقية السينمائي الدولي التي تنطلق، نهاية الشهر الجاري، سواء من خلال أعمال تتناول قصصا كانت بلادنا مسرحا لها، مثل “المباركون” للمخرجة صوفيا جما، أو أخرى
مقتبسة عن مبدعين جزائريين مثل “الصدمة” للبناني زياد دويري، المقتبس عن رواية ياسمينة خضرا، إضافة إلى مخرجين يمثلون الفن السابع الجزائري، كما هو الحال في فيلم “اللحن” للمخرج رشيد هامي.
ويشهد مهرجان البندقية السينمائي الدولي، المقام في الفترة من 30 أوت وحتى 9 سبتمبر المقبل، مشاركة 4 أفلام عربية، تبرز اللمسات الجزائرية في ثلاثة منها والرابع يضيء تاريخ أم الدنيا.
الأفلام الأربعة عربية الهوية، غربية الإنتاج، مشاركة حكاياتها تكاد تقف على مفترق طريق، فبعضها يُحول نزاعاً عادياً إلى قضية رأي عام، وآخر يقرأ الجزائر وثالث يعاين لحظات حرجة في مسيرة عازف، والأخير يضيء على تاريخ مصر بطريقة مختلفة، ورغم اختلاف حكايات هذه الأفلام وأسماء مخرجيها إلا أن قاسمها المشترك يكمن في إنتاجها الغربي، حيث تتولى فرنسا نصيب الأسد فيها.
وفي دورة المهرجان المقبلة، نشهد عودة اللبناني زياد دويري بعد مرور سنوات على “الصدمة” التي أحدثها في الوسط السينمائي بفيلمه الأخير الذي حمل عنوان “الصدمة” المقتبس عن رواية الجزائري ياسمينة خضرا.
زياد يطل من جديد بفيلمه “لا موسترا” (الاسم الفرنسي) أو “قضية رقم 23” (الاسم العربي للفيلم) وفيه يسلط الضوء على نزاع عادي بين فلسطيني ولبناني سرعان ما يتحول إلى قضية رأي عام، بعد أن يلقى الاهتمام من وسائل الإعلام كافة والتي تعمل على تضخيمها، ليجد كل واحد منهما مدفوعاً نحو إعادة النظر في تاريخهما والنقش في ذاكرتهما وما تحمله من وجع تعكس أحوالهما وواقعهما الحالي.
اللافت في هذا الفيلم عدا عن تفاصيل حكايته وما فيها من تشابك، هو إعادته للدويري إلى حضن بيروت ليصور فيها أحداث فيلمه بعد أن غادرها لفترة قاربت 5 سنوات، فيما يتردد أن ميزانية الفيلم وصلت إلى نحو 3 ملايين دولار، ويتوقع أن ينال “تقديراً” في المهرجان كونه ينافس في مسابقته الرسمية.
وبعد مرور 9 سنوات على تقديمه لآخر أعماله والذي حمل عنوان (Choisir d’aimer)، يعود المخرج الجزائري رشيد هامي مجدداً إلى المشهد السينمائي بفيلم جديد من تأليفه وإخراجه يتعاون فيه مع غي لوران وفاليري زيناتي، وهو من إنتاج فرنسي أيضاً.
الفيلم يحمل عنوان “اللحن” وفيه يتناول قصة سيمون عازف كمان في الخمسينيات من عمره، يُشرف على نهاية مسيرته المهنية، ويقف أمام مفترق طرق في حياته.
وأسلوبه التدريسي يُعرقل كل تواصل له مع تلامذته، في حين أن أرنولد، المُصاب بخجل مرضي، موهوب بالعزف على الكمان، ما يجعل ارتباطه بأستاذه نوعاً من خلاصٍ لهما.
أما فيلم “البحث عن أم كلثوم”، بطولة ياسمين رئيس وإخراج شيرين نيشات، هو ابتكار مشترك من مؤسسات وشركات من ألمانيا والنمسا وإيطاليا والمغرب. وتتركز أحداث الفيلم حول “كوكب الشرق” أم كلثوم، التي نجحت في تحطيم واختراق كل الحواجز الاجتماعية والدينية والسياسية والوطنية في مجتمعها الشرقي، وقد تم تصوير الفيلم في المملكة المغربية والنمسا.
ويعود المخرج الفرنسي التونسي الأصل عبد اللطيف كشيش إلى الواجهة بفيلمه “مكتوب حبي” لينافس به في المسابقة الرسمية، بعد أن قدم في 2013 فيلمه (Blue is the Warmest Color) الذي أثار به جدلاً واسعاً بسبب قصته التي كسر بها حواجز “التابو” العربية، وفاز عنه بسعفة “كان” السينمائي.