مهرجان الأقصر للسينما الإفريقية.. البداية من فلسطين والجزائر تنافس بـ “زهرة الصحراء”

مهرجان الأقصر للسينما الإفريقية.. البداية من فلسطين والجزائر تنافس بـ “زهرة الصحراء”

تحت شعار “إفريقيا كل الألوان”، انطلقت الدورة الثالثة عشرة لمهرجان الأقصر للسينما الإفريقية، من ساحة معبد الأقصر الأثري في جنوب مصر بمشاركة 34 دولة من بينها الجزائر التي تدخل غمار المنافسة بفيلم “زهرة الصحراء” للمخرج والسيناريست أسامة بن حسين يحكي عن مأساة التجارب النووية الفرنسية.

ووضع بن حسين، التجارب النووية الفرنسية بصحراء الجزائر في قلب عمله السينمائي، الذي تم إنتاجه عام 2023 من طرف المركز الجزائري لتطوير السينما في إطار برنامج ستينية الاستقلال.

ويعالج الفيلم في 26 دقيقة الكوارث التي تسببت بها تلك التجارب لساكنة رقان وما جاورها، والتي لا تزال نتائجها مستمرة إلى اليوم، فهو بمثابة تنديد وتذكير بالجرائم والفظائع التي ارتكبتها فرنسا إبان احتلالها للجزائر.

ويرتكز الفيلم على خلفية قصة إنسانية مؤثرة ليترجم معاني الحياة والأمل الذي كان يساور الجزائريين في تلك المنطقة من جنوب الجزائر، وكيف استطاعت فرنسا الاستعمارية أن تخطط بسرية تامة لسلسلة من التجارب النووية التي ستكون عواقبها وخيمة على الإنسان والبيئة لسنين طويلة.

إذ تنطلق الحكاية مع “أسامة” طفل مفعم بالنشاط والحيوية يركض بين أزقة مدينة قديمة جدرانها من طوب وجريد، يشاكس ويلعب رفقة كلبته التي يستأنس بها في يومياتها الطويلة التي يعيشها وهو يترقب عودة والده من السفر أو رسالة تخفف عنه عناء الانتظار، ويبادله رسائل مكتوبة بشوق صبي لم يعرف أباه كثيرا، يستعجل عودته حتى يتخلص من سطوة جده الكتوم والصارم الذي لا يغفر له زلة.

وسرعان ما تسارعت خطوات الصبي بين أرجاء المكان، ومعها المشاهد واللقطات بثبات ودقة مدير التصوير محمد سعدي الذي ضبط إيقاعها ضمن إطار مضبوط يليق بديكور صحراوي غير متكلف لكنه أصيل منح جمالية وقيمة للصورة سواء كانت المشاهد داخلية أو خارجية.

وفي تصاعد لأحداث الفيلم، يكتشف “أسامة” أن والده استشهد في إحدى المعارك وأن جده ووالدته كتما السر خوفا من أن يشيع الخبر في المنطقة وتنتقم القوات الاستعمارية من العائلة، وتتحول صدمة الطفل إلى زوبعة أفكار ترجمتها نظرات الممثل الموهوب محمد بن شرقي الذي يقرر عشية الانفجار أن يخرج للبحث عن كلبته الضائعة وفي الجهة الأخرى يتم تكبيل المجاهد الأسير مع غيره من المجاهدين على أعمدة ليكونوا جزء من التجربة النووية التي خطط لها المستعمر. وبين ألم المخاض وصرخة الولادة يسود بياض موجع وصمت بحدوث كارثة إنسانية ستمتد آثارها إلى يومنا هذا.

ويعرض المهرجان 12 فيلماً ضمن مسابقة الأفلام الطويلة، من بينها الفيلم المصري “رحلة 404” بطولة منى زكي وإخراج هاني خليفة، و14 فيلماً ضمن مسابقة الأفلام القصيرة، وخمسة أفلام ضمن مسابقة “دياسبورا” للمخرجين الأفارقة المقيمين خارج القارة، و12 فيلماً ضمن مسابقة أفلام الطلبة.

استهلّ حفل الافتتاح بفقرة خاصة عن فلسطين، تضمّنت أشعاراً لفؤاد حداد، مع أداء للفنانة آية حميدة، تلتها فقرة فنية تحمل اسم شعار المهرجان “إفريقيا كل الألوان”، من كلمات وألحان هيثم الخميسي، وأداء ياسمين الهواري ومروان محمد وزياد رحال.

وفي كلمته، قال رئيس مهرجان الأقصر، السيناريست سيد فؤاد: “إن المهرجان يعلن تضامن كل صناعه مع القضية الفلسطينية، كما ندين ونرفض ممارسات الكيان الصهيوني من مجازر في قطاع غزة شكلاً وموضوعاً”. وفي فقرة التكريمات كرّم المهرجان الراحلين: مؤسس مهرجان خريبكة الناقد المغربي نور الدين الصايل، والفنان المصري طارق عبد العزيز، والمخرجة صافي فاي.

كذلك شهد الافتتاح تكريم السينما في جمهورية مالي، ضيفة شرف المهرجان هذا العام بمناسبة مرور 50 عاماً على تأسيسها، وتسلّم التكريم سفير مالي في القاهرة بابكر ديالو.

ومن بوركينا فاسو، كرم المهرجان نجمة السينما الإفريقية آيا كيتا يارا، ومن مصر كُرّم المنتج غابي خوري، وأخيراً كُرِّم الفنانان إيمي سمير غانم وحسن الرداد.

ب-ص

زهرة الصحراء" يروي مأساة التجارب النووية في الجزائر | | صحيفة العرب