عادت من جديد، العائلات القاطنة بشارع “دريش حسين” بمحتشدات مشيدة منذ العهد الاستعماري على مستوى بلدية الرويبة بشرق العاصمة لمطالبة مصالح ولاية الجزائر، بالتدخل العاجل لإيقاف قرار الطرد الصادر في حقها على خلفية ظهور أطراف تزعم ملكيتها للعقار الذي شيدت عليه المحتشدات، لاسيما وأنهم لا يملكون مكانا آخرا يأويهم هم وعائلاتهم.
وفي هذا الصدد، أكدت العائلات أن المكان الذي يقطنون على مستواه عبارة عن شركة، تحول خلال الثورة التحريرية إلى مركز تعذيب فرنسي واستغله جزائريون غداة الاستقلال بمجرد مغادرة المعمرين للمكان وحولوه إلى سكن خاص بهم، ومنذ ذلك الوقت والعائلات تأوي تلك المحتشدات.
وأضاف محدثونا أنهم يعانون الظلم خاصة بعدما دعم بقرار قضائي يقضي بطردهم من المحتشدات الاستعمارية، وهو ما أدخلها في مشاكل لاسيما وأنهم لا يملكون مكانا آخرا يأوون إليه، ما يعني إلقاءها في الشارع، خاصة وأنها وعلى مدار 50 سنة تعيش على مستواها لغياب البديل، موضحين أن بداية قصتهم تعود إلى أولى سنوات الاستقلال عندما عاد المعمرون إلى بلدهم تاركين المحتشدات فارغة ليشغلها هؤلاء ضمن نطاق خارج عن مدينة الرويبة، باعتبار أن المحتشد في الأصل وقبل الاستقلال كان شركة مجهولة الملكية وينتمي إلى النسيج الصناعي، ولكن أطرافا عمدوا إلى رفع دعوى قضائية بزعم أنهم أصحاب حق، وهو ما نفته سجلات مديرية التجارة والمركز الوطني للسجل التجاري باعتبار أن الشركة لم يعد لها وجود أو نشاط بعد مغادرتها للتراب الوطني غداة الاستقلال ما يجعل عقاراتها شاغرة وتحت طائلة ما هو منصوص عنه في المرسوم رقم 63/88 وأحكام الأمر 66-102 المتضمن انتقال الأملاك الشاغرة إلى ملكية الدولة، لكن وفي عام 1996 بيع العقار مرة أخرى بموجب عقد.
وأشار محدثونا إلى أن مصالح مديرية أملاك الدولة رفعت قضية أمام المحكمة الإدارية لمحكمة بومرداس لإلغاء العقود التي تحوز عليها الشركة على خلفية أن النزال الحالي يتمحور على ملكية الدولة المحمية قانونا، غير أن الأخيرة قضت بعدم التأسيس، في وقت أشارت فيه العائلات إلى أنها تحوز على سندات إيجار تعود إلى الستينيات قبل أن تتفاجأ بدعاوى قضائية رفعها المالكون الجدد لهذا العقار من أجل طردهم، في وقت كانت تنتظر هذه الأخيرة إقدام السلطات على تسوية وضعيتها وتمكينها من وثائق ملكية السكنات التي تقطنها.
ولهذا تناشد العائلات والي العاصمة، عبد الخالق صيودة، وكانت قبله ناشدت الوالي السابق، عبد القادر زوخ، من أجل وضع حد للانتهازيين الذين يحاولون الرمي بهم في الشارع دون وجه حق.
إسراء.أ