-
كنت أتمنى المواصلة في تلقين هذه الحرفة للأجيال القادمة لكن…..
لطرش مسعود رضا، ابن مدينة الأغواط، فنان تشكيلي موهوب ومبدع، عمل على تطوير نفسه في هذا المجال برسم لوحات بالرمل ليترك بصمته الخاصة عليها، أسس رفقة مجموعة من المبدعين في مجال الفن التشكيلي ورشة أطلق عليها اسم “ورشة الأم”، كما حرص على تلقين هذه الحرفة للأجيال القادمة، حيث كان أستاذا بمركز التكوين المهني للحرفيين بالأغواط لمدة سنة، ليتفاجأ بتوقيفه عن التدريس وفسخ عقده. فعن هذا الأمر وأمور أخرى متعلقة بمساره الفني في مجال الفن التشكيلي، تحدث الفنان التشكيلي لطرش مسعود رضا لـ “الموعد اليومي” في هذا الحوار…
كلمنا باختصار عن ولوجك عالم الفن التشكيلي؟
بداياتي في الفن التشكيلي كانت بعد اجتيازي لشهادة البكالوريا شعبة علوم في سنة 1996 ولم أنجح في هذه الشهادة، ونظرا للظروف التي كانت تمر بها بلدنا آنذاك، كنت أبحث عن كل ما هو جميل، وكنت أقوم بصناعات بسيطة جدا كالزهور ورشها بالعطر والصناعة بالزجاج والكتابة بالرمل وأمور أخرى….إلى أن تواصل معي صديقي ووجهني للعنوان المناسب، وهي ورشة بسيطة التي أطلقت عليها اسم “الورشة الأم” التي تضم نخبة من الفنانين على رأسهم المرحوم العيدي الطيب وبن عطية بشير والخطاط العالمي داودي عبد القادر ومقرها بدار الثقافة التخي عبد الله بن كريو بالأغواط، وكانت الانطلاقة سنة 1998 وما زالت مستمرة إلى الآن.
ما هي مهامك في هذه الورشة الأم؟
تكمن مهامي في هذه الورشة في صقل الموهبة وتبادل التجارب والخبرات في هذا الفن وتطويره لأنها كانت بداية جماعية لكل الأصدقاء.
ما هو الأسلوب الذي تعتمد عليه والمواد التي تستخدمها في رسم لوحاتك؟
في البداية كان الأسلوب والطابع المعتمد هو الصحراوي، نظرا للمزيج الرائع أو تكييف الرمل مع المواضيع الصحراوية، ثم ظهر كتاب الرسام حسين زياني، وهي حقيقة يجب أن تذكر نظرا لمواضيعه الرائعة من قوافل صحراوية وخيول…الخ، فقمنا بتشهير مواضيعه المرسومة بالزيت لكن بمادة أخرى وهي الرمل. ومع مرور السنين أصبحت أقوم بتصوير مواضيعي الخاصة وإعادتها بالرمل.
هناك عدة تظاهرات تهتم بالفن التشكيلي، كيف هي مشاركتك فيها؟
الفن ما هو إلا سلسلة متماسكة من عجلة التنمية التي لا ينبغي تهميشها، وفيما يخصني فلي شهادات لا تعد ولا تحصى، تحصلت عليها من خلال مشاركتي في مختلف هذه التظاهرات، لكن للأسف هي مركونة في رف الخزانة.
وهناك شهادة من بين كل الشهادات التي تحصلت عليها في مساري الفني وهي المرتبة الأولى في فن الترميل.
هل فن الترميل لابد له من دراسة أكاديمية أو يكتفي فقط بالموهبة؟
سؤال وجيه وقيم وله أبعاد مهمة بالنسبة لي، في البداية نكتفي بالموهبة وفيما بعد تأتي الدراسة الأكاديمية لمن أراد أن يطور من نفسه في هذا المجال.
ومن أجل هذا قمت بالعمل لمدة سنة كأستاذ بمركز التكوين المهني للحرفيين بالأغواط، وبذلت قصارى جهدي لتكوين جيل صاعد يحترف هذه المهمة والحرفة وقواعدها الأساسية، لكن للأسف تم توقيف العقد ولم أعد أدرّس هذه الحرفة.
ما سبب توقيف العقد؟
حسب معلوماتي، استبدلوه بتكوين في الحلاقة والإعلام الآلي.
نفهم من هذا أنه لم يكن هناك اهتمام وإقبال من قبل الشبان على هذا التكوين؟
لا، بالعكس، كان هناك إقبال كبير على هذا التكوين في هذه الحرفة خاصة من طرف المطلقات والأرامل والشبان، وقد دفعني هذا الاهتمام والإقبال من طرفهم إلى حرصي الكبير على تقديم الأفضل لكي تستمر هذه الحرفة متداولة بين كل الأجيال، ونكون بذلك تركنا أثرا في الحياة وصدقة جارية، لأنه من تعلم وتكوّن في هذه الحرفة يمكن أن يسترزق منها.
حاورته: حاء/ ع




