من يوقف الظاهرة في عز الأزمة؟.. _الغلاء والتبذير_  ثنائية اعتادها الجزائريون في رمضان

من يوقف الظاهرة في عز الأزمة؟.. _الغلاء والتبذير_  ثنائية اعتادها الجزائريون في رمضان

تعود ظاهرة التبذير كل شهر رمضان سواء قبله من خلال نوبة الشراء الجنوني التي تتسبب في ظاهرتي الندرة والغلاء، أو من خلال الإفراط في تحضير المأكولات التي تذهب لدى العديد من الأسر نحو حاويات القمامة.

تسعى السلطات كل سنة إلى توعية المواطن وحثه على الاستهلاك الراشد وعدم الإسراف والتبذير، ولهذا السبب نظمت وزارة التضامن الوطني والأسرة وقضايا المرأة بالتنسيق مع التلفزيون العمومي يوما إعلاميا تحسيسيا لفائدة الأسرة الجزائرية لاسيما ربات البيوت لتعزيز روح التضامن والتآزر والتوعية من مخاطر ظاهرة التبذير عشية شهر رمضان المبارك، حسب ما أفاد به بيان للوزارة.

وجاء هذا اليوم الاعلامي في إطار “الحملات التحسيسية التي دأبت الوزارة على القيام بها حول مختلف المواضيع التي تهم الأسرة والمجتمع بصفة عامة”.

وقد شارك فيه “إطارات من وزارتي التضامن الوطني والأسرة وقضايا المرأة والشؤون الدينية وأئمة” وكذا “فعاليات المجتمع المدني”. وتم بالمناسبة “إطلاق ومضة إشهارية لتحسيس ربات الأسر بضرورة ترشيد الاستهلاك بصفتهن محور التنظيم وحسن التدبير داخل العائلة، وعامل توازن بإمكانه رفع الوعي لأفراد الأسرة للحد من هذه السلوكيات السلبية”.

موروث اجتماعي يتنافى مع أهداف الشهر

يرى المختصون في علم الاجتماع أن الإسراف والتبذير بات من الموروثات الاجتماعية الخاطئة، والتي يرى الشرع أنها تتنافى مع أهداف الشهر الفضيل، فبمجرد حلول شهر شعبان تهب العائلات والمواطنون عموما إلى الأسواق والمحلات في سباق محموم من أجل الشراء، فكل المحلات مكتظة على اختلاف ما تبيعه، فكل شيء يباع هذه الفترة.

قنوات الطبخ وراء تزايد الظاهرة

وتتمسك ربة البيت الجزائرية في رمضان بعادة تحضير عدد كبير من الأطباق بالرغم من أن أفراد الأسرة لا يستهلكون إلا القليل منها، وأغلبها يرمى في القمامة لعدم تمكن العائلة من تناولها، لتعيد تحضير أطباق أخرى في اليوم التالي. وأرجع البعض التزايد المخيف لظاهرة الإسراف والتبذير إلى انتشار القنوات الخاصة بالطبخ، ومحاولة ربة البيت الجزائرية تقليد كل ما يبث عبرها من وصفات متنوعة، وشراء مستلزمات المطبخ من أواني واكسسوارات، وهي التجارة التي زاد ازدهارها.

رئيس الجمعية الوطنية للتجار والحرفيين الطاهر بولنوار:”نسبة التبذير في الجزائر جد مرتفعة مقارنة مع جيراننا”

أكد رئيس الجمعية الوطنية للتجار والحرفيين الطاهر بولنوار أن نقص الثقافة الاستهلاكية من أكبر العوامل التي تساعد على تفاقم ظاهرة تبذير المواد الغذائية خاصة في الشهر الفضيل، وكشف أن نسبة التبذير في الجزائر جد مرتفعة مقارنة بالبلدان المجاورة.

وفي ذات السياق، قال رئيس الجمعية الوطنية للتجار والحرفيين، إن المواد الاستهلاكية المدعمة، هي الأكثر عرضة للتبذير، داعيا الحكومة إلى وضع آليات جديدة وتغيير سياسة الدعم وتوجيهها مباشرة إلى المواطن البسيط، بدل دعم المنتجات بهدف الحد من هذه الظاهرة. وحذر الطاهر بولنوار من خطورة تفاقم ظاهرة التبذير، حيث أرجع ارتفاع الأسعار إلى الطلب المتزايد على المواد الاستهلاكية خاصة في شهر رمضان.

وعن ثقافة الاستهلاك، شدد ذات المتحدث على ضرورة تكثيف حملات التوعية والعمل على نشر ثقافة الاستهلاك عبر المساجد، والمدارس، ووسائل الإعلام، بالإضافة إلى دور جمعية حماية المستهلك في التوعية لترشيد الاستهلاك، وغيرها من الجهات المختصة.

 

الأمين العام للاتحاد الوطني للتجار والحرفيين الجزائريين صالح صويلح:

يجب اتخاذ الإجراءات اللازمة لتثقيف المستهلك

من جهته، أبدى الأمين العام للاتحاد الوطني للتجار والحرفيين الجزائريين صالح صويلح، رأيه في ظاهرة التبذير خاصة في شهر رمضان، حيث أرجعها إلى الاستهلاك المفرط في المواد الغذائية، وشهية المواطن الجزائري التي لا يستطيع كبحها أمام التنوع الكبير في أشكال وأنواع مختلف المواد الغذائية خاصة الخبز، بالإضافة إلى تنوع مداخيل الأسرة الواحدة ونقص الثقافة الاستهلاكية.

وشدد صالح صويلح على ضرورة تسطير برنامج سنوي للحد من ظاهرة التبذير، على مدار أيام السنة وخاصة في شهر رمضان الكريم، حارصا على ضرورة اتخاذ الإجراءات اللازمة لتثقيف المستهلك وتوعيته بأهمية ترشيد الاستهلاك خاصة في المواد المدعمة.

لمياء. ب