تناشد المئات من العائلات القاطنة ببنايات هشة على مستوى العديد من المواقع الهشة بالعاصمة، لاسيما بالبلديات التي تضم نسيجا عمرانيا قديما، سلطات ولاية الجزائر التدخل والوقوف على الوضعية الكارثية، التي تتخبط فيها داخل سكنات قديمة التي شيدت منذ قرون، والتي باتت تشكل خطرا عليها في أية لحظة، في وقت لم تمسها أية عملية ترحيل منذ انطلاقها في جوان 2014، الأمر الذي جعلها تدق ناقوس الخطر وتطالب والي العاصمة، يوسف شرفة، الذي يقوم منذ توليه رئاسة الجهاز التنفيذي للولاية، بخرجات ميدانية بإقليم العاصمة، بالتدخل الجدي وإعادة النظر في ملف السكن الهش على مستوى البهجة، من خلال برمجتها ضمن عمليات إعادة الإسكان التي ينتظر إطلاقها في المستقبل القريب، وانتشالها من الجحيم الذي تعيشه منذ سنوات عديدة.
وعبرت العائلات القاطنة بتلك العمارات التي أغلبها مصنفة في الخانة السوداء وبعضها في الصفراء والكثير منها في الخانة الحمراء، عن تخوفها الشديد من الخطر الذي بات يتربص بها بشكل يومي، نظرا للحالة الكارثية التي تشهدها سكناتها والتي تعيش فيها منذ عقود، حيث أضحت مهددة بالانهيار في أية لحظة، لاسيما مع تساقط الأمطار في فصل الشتاء، أين تكون هذه العمارة عرضة لتناثر أجزاء من جدرانها الهشة، نتيجة قدمها بما فيها الأساسات والأسقف والجدران التي أصبحت عبارة عن ثقوب تتساقط منها الأتربة، على غرار السلالم الهشة، التي باتت لا تحتمل أكثر، ما أجبر قاطنيها على إنجاز سلالم بالخشب، غير أن هذا الوضع يشكل خطرا عليهم، الوضع الذي حول حياتهم إلى جحيم حقيقي خوفا من أن يردموا تحت العمارة وتزداد مخاوفهم أكثر عندما يسمعوا بسقوط بناية مصنفة من طرف المختصين ضمن البنايات المهددة بالانهيار، كون وضعية بنايتهم لا تختلف كثيرا عن وضعية تلك البنايات الهشة المتواجدة بإقليم باب الوادي أو بولوغين التي هي الأخرى معرضة للانهيارات الجزئية في أية لحظة.
وأشار المتحدثون، عبر الصفحة الرسمية للولاية، إلى أنهم مجبرون على المكوث فيها، بالرغم من الخطر الذي يهددهم، في ظل أزمة السكن التي تعرفها العاصمة وغياب البديل، طالما السلطات لم تبرمجهم ضمن المرحلين في عمليات الترحيل التي شهدتها عاصمة البلد منذ جوان 2014، وهو ما أدى إلى تذمرهم واستيائهم من سياسة التماطل والتهميش التي تمارسها المصالح المحلية وكذا الولائية في النظر إلى وضعيتهم الكارثية التي قد تؤدي إن لم تتكفل بهم في القريب العاجل إلى الموت لا محالة تحت الأنقاض، مطالبين والي ولاية الجزائر، يوسف شرفة، بضرورة التدخل العاجل من أجل انتشالهم من الجحيم الذي يعيشونه، وترحيلهم إلى سكنات لائقة تحفظ كرامتهم وتنهي معاناتهم التي لا تزال مستمرة منذ سنوات.
إسراء.أ