من منابر المساجد.. واجبنا نحو البيئة

من منابر المساجد.. واجبنا نحو البيئة

إن الله تعالى أراد للبيئة أن تكون نظيفة، ولكن الإنسان بطموحه الدنيوي المادي لوّثها وأفسدها، مع أن الله تعالى نهى عن الإفساد في الأرض فقال: ” وَلاَ تُفْسِدُواْ فِي الأَرْضِ بَعْدَ إِصْلاَحِهَا وَادْعُوهُ خَوْفاً وَطَمَعاً إِنَّ رَحْمَتَ اللّهِ قَرِيبٌ مِّنَ الْمُحْسِنِينَ ” الأعراف56. وتوعّد بالعقاب الشديد من يسعى في العبث بنعم الله، قال تعالى ” وَمَنْ يُبَدِّلْ نِعْمَةَ اللَّهِ مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَتْهُ فَإِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ “. واليوم نشاهد في هذا العصر العقاب الشديد لهذا الإنسان المتأله الذي أراد خراب الدنيا، وأراد إفسادها من أجل أن يربح دراهم معدودة. يصدق فيه قول الله عز وجل ” وَإِذَا تَوَلَّى سَعَى فِي الأَرْضِ لِيُفْسِدَ فِيِهَا وَيُهْلِكَ الْحَرْثَ وَالنَّسْلَ وَاللّهُ لاَ يُحِبُّ الفَسَادَ” البقرة205. ومما أمر به الإسلام للمحافظة على البيئة طهارة الأجساد، فالابتعاد عن الأوساخ والنجاسات من مقتضيات الإيمان.  “الطهور شطر الإيمان” كما أخبرنا بذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم. وكثير من الأمراض الفتاكة سببها الأوساخ حيث تجد الجراثيم ضالتها، والإسلام يريد منا أن نكون أصحاء، فالمرضى لا يستطيعون النهوض بأعباء الدعوة إلى الله عز وجل. لذلك أرشد الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم إلى غسل الأيدي قبل الطعام وبعده فقال ” بركة الطعام الوضوء قبله والوضوء بعده” . وأكد على غسل الفم بين الحين والآخر فقال ” لولا أن أشق على أمتي-أو على الناس- لأمرتهم بالسواك مع كل صلاة”. ومن المحافظة على البيئة نظافة المحيط، كالمنازل والشوارع والأسواق والساحات العمومية وذلك من مقتضيات الإيمان بالله تعالى حيث جعل الرسول صلى الله عليه وسلم إماطة الأذى عن الطريق شعبة من شعب الإيمان. وإن من ضعف الإيمان وإذاية الإخوان رمي الأوساخ والقمامات في غير أماكنها، كما يفعل كثير من الناس يُخرج القمامة من بيته ويرميها في الطريق. فما أبعد المسافة بيننا وبين الإسلام.الذي يقول نبيه محمد صلى الله عليه وسلم “من آذى الناس في طرقهم وجبت عليه لعنتهم” ونحن نرى شوارعنا دون المستوى المطلوب، فقد تساهل الكثيرون في هذا الأمر فصاروا لا يبالون بأذية الناس في طرقاتهم وأمكنة جلوسهم واستراحاتهم.

الجزء الثاني – من موقع وزارة الشؤون الدينية-