من منابر المساجد.. واجبنا نحو البيئة

من منابر المساجد.. واجبنا نحو البيئة

حديثنا اليوم ذو شجون، لأن المسلمين لم يعتنوا به مع أنه من صميم دينهم. إنه الحديث عن البيئة، إن هذه الطبيعة من حولنا، والتي هي خلق الله عز وجل وبديعُ صنعه، خلقها لنا لننتفع بها ونتأمل في حسنها وجمالها ونستدل بها على قدرته عز وجل، قال تعالى “هُوَ الَّذِي خَلَقَ لَكُم مَّا فِي الأَرْضِ جَمِيعاً ثُمَّ اسْتَوَى إِلَى السَّمَاء فَسَوَّاهُنَّ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ وَهُوَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ ” البقرة:29. وقال: “إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَاخْتِلاَفِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ وَالْفُلْكِ الَّتِي تَجْرِي فِي الْبَحْرِ بِمَا يَنفَعُ النَّاسَ وَمَا أَنزَلَ اللّهُ مِنَ السَّمَاءِ مِن مَّاء فَأَحْيَا بِهِ الأرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا وَبَثَّ فِيهَا مِن كُلِّ دَآبَّةٍ وَتَصْرِيفِ الرِّيَاحِ وَالسَّحَابِ الْمُسَخِّرِ بَيْنَ السَّمَاء وَالأَرْضِ لآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَعْقِلُونَ” البقرة164، فيا أصحاب العقول، ويا ذوي الألباب، اعتبروا وتأملوا في هذه الطبيعة ذات النظام الدقيق المتوازن الذي هو صنعة خالق عظيم ومدبر حكيم، “صُنْعَ اللَّهِ الَّذِي أَتْقَنَ كُلَّ شَيْءٍ” سورة النحل:88. أيها المسلمون، إن البيئة هي بيتنا ومستقرنا، فإن فسدت فسدت صحتنا، وإن صلحت قويت أجسامنا. وهي من النعم الظاهرة والباطنة التي وهبها الله تعالى للإنسان،

إن العالم اليوم كلَّه مشغول بقضية البيئة، والإسلام بمنهجه الرباني ليس بعيدا عن هذا الموضوع، الإسلامُ ليس محصورا في الصلاة والصيام و الحج، وإنما جاء هذا الدين ليضبط حياة الإنسان كلَّها بمنهج الله عز وجل .جاء في الحديث عن النبي صلى الله عليه وسلم: “لا ضرر ولا ضرار”. ومعنى الحديث أن الضرر ممنوع في الإسلام، لا يجوز لك أن تضر إنسانا أو حيوانا أو جمادا. ونحن -بني الإنسان- قد ألحقنا الضرر بالطبيعة؛ الهواء ملوث، التربة ملوثة، التصحر يزداد. انتشار الأمراض، انقراض النباتات والحيوان، تغير المناخ، نقص الغذاء،. إن ّكل هذه الظواهر الطبيعية هي بسبب الممارسات البشرية الخاطئة والبعد عن تعاليم الإسلام.

 

الجزء الأول – من موقع وزارة الشؤون الدينية-