من معجزات النبي ودلائل نبوته

من معجزات النبي ودلائل نبوته

إن نبينا محمدًا صلى الله عليه وسلم أكثر الرُّسُل معجزة، وأبهرهم آية، وأظهرهم برهانًا، وقد بلغت معجزاته ودلائل نبوته فيما جمعه بعض العلماء نحو 1400، كلها مروية بالأسانيد المعروفة عند أهل الحديث، ومن أشهر معجزات النبي عليه الصلاة والسلام ودلائل نبوته:

– انشقاق القمر، ففي الصحيحين عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال: انشقَّ القمر على عهد النبي صلى الله عليه وسلم شقتين، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: “اشهدوا” وأنزل الله قوله ” اقْتَرَبَتِ السَّاعَةُ وَانْشَقَّ الْقَمَرُ وَإِنْ يَرَوْا آيَةً يُعْرِضُوا وَيَقُولُوا سِحْرٌ مُسْتَمِرٌّ ” القمر: 1، 2، وهذه معجزة ثابتة بإجماع المسلمين، وقد أسلم كثير ممن كانوا يكذبون النبي صلى الله عليه وسلم من أهل مكة، وآمنوا بالقرآن.

– الإسراء والمعراج، والمراد بالإسراء ذهاب النبي صلى الله عليه وسلم من مكة المكرمة إلى بيت المقدس في فلسطين بصحبة جبريل عليه السلام في جزء من ليلة، والمعراج صعود النبي عليه الصلاة والسلام من بيت المقدس إلى السماوات العُلى في تلك الليلة، حتى وصل إلى السماء السابعة، وكان ذلك بجسده وروحه، قال الله سبحانه وتعالى “سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلًا مِنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الْأَقْصَى الَّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ لِنُرِيَهُ مِنْ آيَاتِنَا إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ ” الإسراء: 1.

– تكثير الطعام القليل حتى يكفي المئات من الناس، وقد وقع هذا أكثر من مرة في السفر والحضر، ومن ذلك أن جابر الأنصاري في غزوة الخندق صنع طعامًا للنبي عليه الصلاة والسلام يكفي خمسةً من الرجال، وكان الطعام لحمًا وخبزًا، فدعا النبي صلى الله عليه وسلم جميع الذين يحفرون الخندق، وكانوا نحو ألف رجل، فأكلوا كلهم من ذلك الطعام حتى شبعوا، وانصرفوا وما زال العجين كما هو، وما زالت برمة اللحم ملآنة لم ينقص منها شيء.

– نبع الماء من بين أصابعه، وقد وقع هذا أكثر من مرة سفرًا وحضرًا، ومن ذلك ما وقع في غزوة تبوك، وكان عدد جيش المسلمين ثلاثين ألفًا، فشربوا كلهم من الماء الذي خرج من بين أصابع النبي عليه الصلاة والسلام، وسقوا ما معهم من الإبل، وملأوا ما معهم من الأواني والقِرَب!

– حنين الجِذع، كان النبي صلى الله عليه وسلم يخطب إلى جذع شجرةٍ كانت في قبلة مسجده، فلما صُنِع له المنبر ارتقى عليه، وترك الجذع، فحنَّ الجذع لفقده قرب النبي عليه الصلاة والسلام، وصاح صياح الصبي حتى ضمَّه النبي صلى الله عليه وسلم إليه ومسحه حتى سكت.

– استجابة الله لدعائه أكثر من مرة، ومن ذلك أن النبي عليه الصلاة والسلام كان يخطب الجمعة في مسجده، فطلب منه رجل أن يدعو الله بنزول المطر، فدعا النبي عليه الصلاة والسلام ربَّه أن ينزل المطر، ولم يكن في السماء قطعة سحاب، فأنشأ الله السحاب مباشرةً بعد دعائه، ونزل المطر الغزير.

– إبراء المرضى على يديه أكثر من مرة، ومن ذلك ما رواه البخاري ومسلم عن سهل بن سعد رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال يوم خيبر: “لأُعطِينَّ الرايةَ غدًا رجلًا يفتح الله على يديه، يحبُّ الله ورسوله، ويُحِبُّه اللهُ ورسولُه” فقال: “أين علي بن أبي طالب؟”، فقيل: هو مريض يشتكي عينيه من الرَّمَد، فأُتِي به، فبصق في عينيه ودعا له، فبرِئ كأن لم يكن به وجع، وفتح الله حصن خيبر على يديه كما أخبر النبي صلى الله عليه وسلم.

– ما أطلع اللهُ نبيَّه من علم ما سيكون، فقد وعد النبي عليه الصلاة والسلام أصحابه بفتح مكة وبيت المقدس واليمن والشام والعراق، وأخبر بقسمتهم كنوز كسرى وقيصر، وغير ذلك مما وقع كما أخبر به في حياته أو بعد موته.

– ومن الأدلة على نبوَّة النبي صلى الله عليه وسلم: أنه اجتمع فيه من الأخلاق العظيمة والأوصاف الجزيلة والكمالات والمحاسن ما يجزم العقل معها أنه نبي لا يكذب، فسيرته خير دليل على نبوَّته، وأن المبعوث بها نبي كريم ” وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى” النجم: 3، 4.

من موقع الألوكة