من معاني الرجولة

من معاني الرجولة

من معاني الرجولة: الصمود أمام الملهيات، والاستعلاء على المغريات، حذرًا من يوم عصيب يشيب فيه الولدان، وتبدل الأرض غير الأرض والسماوات، قال الله تعالى: ” رِجَالٌ لَا تُلْهِيهِمْ تِجَارَةٌ وَلَا بَيْعٌ عَنْ ذِكْرِ اللَّهِ وَإِقَامِ الصَّلَاةِ وَإِيتَاءِ الزَّكَاةِ يَخَافُونَ يَوْمًا تَتَقَلَّبُ فِيهِ الْقُلُوبُ وَالْأَبْصَارُ ” النور: 37؛ أي: “لا تشغلهم الدنيا وزخرفها وزينتها وملاذ بيعها، عن ذكر ربهم الذي هو خالقهم ورازقهم، والذين يعلمون أن الذي عنده هو خير لهم وأنفع مما بأيديهم; لأن ما عندهم ينفد وما عند الله باق; ولهذا قال: ” لَا تُلْهِيهِمْ تِجَارَةٌ وَلَا بَيْعٌ عَنْ ذِكْرِ اللَّهِ” أي: يقدمون طاعته ومراده ومحبته على مرادهم ومحبتهم”.

ومن معاني الرجولة: الصدق في العهود، والوفاء بالوعود، والثبات على الطريق، قال الله تعالى: ” مِنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ فَمِنْهُمْ مَنْ قَضَى نَحْبَهُ وَمِنْهُمْ مَنْ يَنْتَظِرُ وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلًا ” الأحزاب: 23، يقول تعالى ذكره: ” مِنَ الْمُؤْمِنِينَ ” بالله ورسوله ” رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ ” يقول: أوفوا بما عاهدوه عليه من الصبر على البأساء والضراء، وحين البأس ” فَمِنْهُمْ مَنْ قَضَى نَحْبَهُ ” يقول: فمنهم من فرغ من العمل الذي كان نذره لله وأوجبه له على نفسه، فاستشهد بعض يوم بدر، وبعض يوم أحد، وبعض في غير ذلك من المواطن ” وَمِنْهُمْ مَنْ يَنْتَظِرُ ” قضاءه والفراغ منه، كما قضى من مضى منهم على الوفاء لله بعهده”.

ومن معاني الرجولة: القيام بالفرائض: وفي الحديث عن أبي هريرة رضي الله عنه أن أعرابيًّا أتى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: دلني على عمل إذا عملته دخلت الجنة، قال: ” تعبد الله لا تشرك به شيئًا، وتقيم الصلاة المكتوبة، وتؤدي الزكاة المفروضة، وتصوم رمضان” قال: والذي نفسي بيده لا أزيد على هذا، فلما ولى، قال النبي صلى الله عليه وسلم: “من سره أن ينظر إلى رجل من أهل الجنة فلينظر إلى هذا” صحيح البخاري. إن ميزان الرجال في شريعة الإسلام ليس المال وليس الجاه وليس المنصب؛ وإنما هو الإخلاص لله تعالى ومخالفة الهوى، وإتباع الرسول صلى الله عليه وسلم.