الجزائر- شرعت وزارة التربية الوطنية في تحرير الأساتذة من رقابة المفتشين من خالال دعوتهم إلى ضرورة تغيير طريقة تعاملهم مع الاساتذة والابتعاد عن دور الرقيب والاتجاه نحو التوجيه والتأطير والمتابعة لتفادي قتل روح
الإبداع والتطور العلمي عند الاساتذة الجدد.
وجاء هذا في مذكرة وجهتها إلى المفتشين بالمراحل الثلاث، تلزمهم فيها تغيير طريقة تعامل المفتش مع الأستاذ من مراقب إلى مرافق وموجه ومساعد، بعد أن اعتبرت أن الرقابة تقتل روح الإبداع وتضعف استقلالية المعلم.
وشددت المفتشية العامة للبيداغوجيا التي أصدرت المذكرة في 14مارس 2018 وأرسلتها إلى مديري التربية للولايات وهيئات التفتيش ومفتشي التعليم للمراحل الثلاث حول تجديد الممارسات البيداغوجية في الميدان في إطار الإستراتيجية الوطنية لآفاق 2030 ” الحرص على المرافقة البيداغوجية للمفتشين للاساتذة في المؤسسات باعتبارها من أهم قنوات تأطير الاساتذة خاصة المتربصين منهم وتوجيههم ومساعدتهم على التماس طريق النجاح عبر اكتساب الكفاءات البيداغوجية الضرورية والتي لا يمكن دوريا الحديث عن أستاذ ناجح”.
وحملت المذكرة المفتش مسؤولية كبيرة بعد أن أكدت أنه إلى جانب مدير المؤسسة مطالب بمد العون للاساتذة ومساعدتهم على تجاوز الصعوبات وترشيدهم إلى الطرق والوسائل والأساليب والأنشطة المطلوبة لتحقيق نجاح المعلمين.
وحرصت المذكرة أن “يأخذ المفتش صفة المرافق لا المراقب، لأن الرقابة تقتل روح الابداع وتضعف استقلالية المعلم وتجعله تابعا، والفعل البيداغوجي فعل متحرر بحسب خصوصية المعلم والمتعلم، والبرنامج يحتاج إلى المتعلم الأمر الذي يسرع في صناعة التبليغ ويحتاج إلى مساحة حرية كي يبدع” -تضيف وزرارة التربية -.
وبحسب المصدر ذاته، فإن التصور والرؤية الجديدة لمهمة المفتش تتجه نحو إخراجها من الطابع الرقابي التنفيذي والاتجاه بها نحو التوجيه والتأطير والمتابعة ضمن السياق العام للإستراتيجية الوطنية لإصلاح المنظومة التربوية في آفاق2030 المتجهة أساسا نحو تجديد الممارسات البيداغوجية في الميدان لتحقيق مدرسة فاعلة وممنهجة على محيطها وذات جودة تسلم فيها عملية التعديل بصفة مستمرة.
وأضافت “انه بعد تشخيص واقع التفتيش من خلال التقارير الواردة للمفتشية العامة للبيداغوجيا ومتابعة لشبكات التواصل الاجتماعي تم التماس ضيق الافق وضبابية المواقف أحيانا حول القضايا البيداغوجية المطروحة وبالتالي على مفتشي التعليم الأخذ على عاتقهم البحث عن الحلول الكفيلة بتجاوز الصعوبات المطروحة من قبل الاساتذة والإجابة على اسئلتهم الكثيرة ذات الصيغة المحلية، من خلال القراءة الناجعة للمناهج والبرامج التعليمية والمناشير والتعليقات المؤطرة للفعل البيداغوجي واستعمال بعض التقنيات الحديثة لتجاوز الصعوبات المهنية (كـورشات التفكير المهني المعمق مثلا) لتفادي لجوء الاساتذة في الكثير من الاحيان إلى اعتماد أساليب غير بيداغوجية في التعامل مع المتعلمين أو اختيار أساليب غير سلمية لتجاوز الصعوبات التي تعترضهم ” تضيف المذكرة.
في المقابل دعت جميع المفتشين إلى التحرر من النمطية واستغلال نوع التخصصات وتعدد الكفاءات لدى الاساتذة لابتكار أنساق جديدة والعمل على خلق فضاءات تبادل بين الاساتذة لتجاوز العقبات بكيفيات براغماتية تكون قادرة على تثمين البحث التربوي وروح المبادرة في الميدان، في ظل الدعوة إلى توثيق كل الأعمال المنجزة وتبليغها للمؤسسات في مذكرات منهجية تساعد على تأطير تلك المبادرات وإعطائها الطابع المؤسساتي.