ولد يوم الخميس سنة 1889م وتوفي سنة 1965م، وتلقى أصول علومه في أسرته، وأكثرها على يد عمّه، وكان ذا عقليةٍ عبقريةٍ فذةٍ نَدَرَ نظيرها في الناس؛ فقد كان آيةً في الإتقان منذ صباه، حفظ القرآن الكريم بإتقانٍ وهو ابن ثمان سنينٍ مع ألفية ابن مالك، وقد حفظ ألفيَّتي العراقي في السير وفي الأثر. بالإضافة إلى العديد من المتون العلميَّة المطوّلة، والكتب الكثيرة في مختلف علوم اللغة والشريعة، وكل ذلك قبل أن يتم الرابعة عشرة من عمره، وقد سافر من أجل طلب العلم ولقاء العلماء إلى الحجاز والقاهرة ودمشق. أسّس جمعية العلماء المسلمين الجزائريين في سنة 1931م، وانتُخب رئيساً لها بعد وفاة الإمام ابن باديس سنة 1940م، وأسّس بعد خروجه من السجن نحو سبعين مدرسةً عربيَّةً حرَّةً متفرقةً في الجزائر في أقل من سنتين، بالإضافة إلى نحو مائةٍ وخمسين مدرسةً ابتدائيةً، بلغ عدد طلابها قرابة مائةٍ وخمسين ألفاً، وكان له زياراتٌ علميةٌ إلى العراق والحجاز، وسوريا والأردن، والقدس مرَّاتٍ عديدةٍ؛ بقصد التعريف بالجزائر وإرسال بعثاتٍ من تلامذة الجمعية يدرسون في معاهدها. وقد حققت جمعيته كلّ هذه المنجزات رغم ملاحقة الاستعمار الفرنسي له، ومطاردته ونفيه وسجنه؛ فكان له أثرٌ كبيرٌ في إيقاظ العقول وإنارتها بالعلم والتدين، بالإضافة إلى مواجهة الاستعمار الفرنسي، وتعظيم الثورة الجزائرية في النفوس، ودفع الجزائريين إلى ذلك بعقيدةٍ ثابتةٍ راسخةٍ لا يزيدها جبروت الظلم الاستعماري إلا رسوخا.